تحذيرات من تصاعد خطر الحوثيين في البحر الأحمر وتناقضات تكتنف التهدئة

  • عدن، الساحل الغربي:
  • 05:39 2025/06/29

حذّر مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأمريكية "ويست بوينت" من أن أزمة البحر الأحمر ما تزال بعيدة عن الحل رغم الضربات الجوية الأمريكية المكثفة ضمن عملية "الفارس الخشن" مؤكداً أن الحوثيين خرجوا من هذه العملية أكثر وعياً بتأثيرهم الاستراتيجي، لا أقل قدرة.
 
وأوضح تقرير تحليلي للباحث غريغوري جونسون أن الحوثيين باتوا يدركون قدرتهم على إشعال أزمة دولية في أي لحظة من خلال هجمات محدودة على السفن التجارية، وهو ما يُبقي الولايات المتحدة في حالة استجابة دائمة.. وحذّر من أن روسيا والصين تتابعان هذا التأثير بعناية، مما يهدد بتحول المليشيا الحوثية إلى ورقة ضغط إقليمية في أيدي خصوم واشنطن العالميين.
 
وأشار جونسون إلى أن إزالة الخطر الحوثي عن الملاحة الدولية لا يمكن أن يتحقق عبر الضربات الجوية فحسب بل يتطلب إبعاد المليشيا عن أي دور مؤثر في اليمن، وهو ما قد يستلزم نشر قوات برية أمريكية، وهو خيار لم تتجرأ واشنطن على اتخاذه حتى الآن؛ وأضاف أن افتقار التحالف المناهض للحوثيين إلى الانسجام السياسي والعسكري يُضعف قدرته على تشكيل جبهة موحدة، بخلاف تجربة "قوات سوريا الديمقراطية" في مواجهة تنظيم داعش.
 
في ذات السياق شكك مركز "ACLED" المعني برصد النزاعات العالمية في جدية اتفاق التهدئة المُعلن بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي في مايو الماضي، مشيراً إلى استمرار الهجمات الحوثية وفشل الضربات الجوية في تحييد قدرات الجماعة الصاروخية والمسيّرة بشكل فعّال.
 
ورأت الدراسة التحليلية أن التصريحات المتفائلة من الجانبين تتناقض مع الواقع الميداني، إذ أعلن الحوثي أن الاتفاق لا يعدو كونه "ملاحظة جانبية" بينما وصفت سلطنة عمان الاتفاق بـ"الوساطة الهادئة" لوقف متبادل للاستهداف، يشمل السفن الأمريكية في البحر الأحمر؛ وأكد التقرير أن الخطاب الأمريكي حول "حرية الملاحة" يتصادم مع خطاب الحوثيين الذين يصورون أنفسهم كحركة مقاومة لدول الغرب.
 
ووثّق المركز تنفيذ الحوثيين لأكثر من 520 هجوماً خلال 18 شهراً، استهدفت 176 سفينة.. وفي المقابل شنت الولايات المتحدة 774 غارة جوية ضمن إطار عمليات "حارس الازدهار" أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 550 ضحية بين يناير ومايو 2025.
 
وخلص التقرير إلى أن الحوثيين يعتمدون على "ضربات نوعية" لإرباك الملاحة البحرية وفرض معادلات جديدة، مؤكداً أن الأزمة لا تزال مفتوحة على تصعيد أكبر وأن الحديث عن تسوية نهائية يعدّ "تفاؤلاً غير مبرر".

ذات صلة