أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الثلاثاء، وقف الضربات الجوية على جماعة الحوثي بشكل فوري، بعد تلقي بلاده تعهدات من الجماعة بالتوقف عن القتال واستهداف السفن في البحر الأحمر، وقال ترامب في مؤتمر صحفي: "الحوثيون قالوا البارحة إنهم لم يعودوا يريدون القتال، وهذه أخبار جيدة... أقبل كلمتهم وقررنا وقف قصفنا فوراً".

 

تصريحات ترامب جاءت عقب وساطة عمانية أفضت إلى تفاهم غير معلن بين واشنطن والحوثيين، يقضي بعدم مهاجمة أي من الطرفين للآخر، بما يشمل السفن الأميركية؛ وأكد وزير خارجية عُمان أن الحوثيين أبلغوا بلاده بعدم نيتهم استهداف السفن مجدداً، في وقت قالت شبكة "سي إن إن" إن التفاهم هدفه تعزيز زخم المحادثات مع إيران، وفيما تلقّى الجيش الأميركي أوامر بخفض وتيرة الضربات اعتباراً من مساء الاثنين، جاءت الغارات الأخيرة للكيان الإسرائيلي في اليمن كردّ حاسم على الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار بن غوريون، وتبنّته جماعة الحوثي.

 

ورغم إعلان التهدئة أشار ترامب إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي مع الحوثيين لكنه ألمح إلى "إعلان كبير للغاية" سيُكشف عنه قبل زيارته المرتقبة للشرق الأوسط؛ ووفق تقارير إعلامية أميركية وإيرانية لم يُحدد بعد موعد الجولة التالية من المحادثات بين طهران وواشنطن.

 

وكانت الولايات المتحدة قد شنت منذ 15 مارس حملة جوية عنيفة على مواقع الحوثيين استهدفت منصات إطلاق صواريخ ومنشآت اتصالات ومستودعات أسلحة، رداً على هجمات الجماعة ضد سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر.

 

وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد إقليمي متشابك تُفسّره بعض التحليلات بأنه بداية تحول أميركي نحو التهدئة لتجنب التصعيد قبيل الانخراط في مواجهة أوسع، فيما يرى آخرون أنها هدنة اختبارية في انتظار مدى التزام الحوثيين بتعهداتهم.