حنكة آل مسعود: الحوثيون يكرسون لغة الدم ويرفضون السلام
- خاص - الساحل الغربي
- 12:45 2025/01/10
في عمق محافظة البيضاء، تقف قرية حنكة آل مسعود شامخة كشاهد حي على جريمة جديدة تُضاف إلى السجل الملطخ لمليشيا الحوثي.. هنا، حيث يلتقي القمع بالإرهاب، تتجلى الحقيقة المرّة لجماعة تتقن تدمير الحياة باسم شعارات المقاومة الزائفة، وتصر على إحراق كل جسور السلام بينما تتشدق بخطاب "النصر الإلهي".
في حنكة آل مسعود، بات الدخان المتصاعد من المنازل المحترقة يعانق صرخات النساء والأطفال في مشهد يصعب تصديقه.. تلك القرية، التي كانت يوماً وادعة، تحولت بفعل طائرات حوثية مسيّرة ومدفعيات إيرانية الصنع إلى لوحة دموية تُجسد العنف بكل أبعاده؛ في ممارساتهم، لا يترك الحوثيون شكاً في أنهم ليسوا سوى ”نسخةٍ محلية“ لإرهاب عالمي، يسيرون على خُطى الكيان الإسرائيلي، ولكن بسلاح موجه إلى خاصرة الوطن نفسه.
وحتى في أوج محاولات الوساطة القبلية، لم يتردد الحوثيون في إرسال تعزيزات عسكرية وكأنهم يسخرون من أي دعوة للسلام.. هذه المليشيا تحترف فن الكذب والخداع؛ تتظاهر بالانفتاح على الحوار والسلام بينما تُجهز الأرض لحرب جديدة؛ إنها جماعة تقتات على الخراب وتزدهر في الفوضى، وتدّعي أنها معنية بمصير الشعب، بينما لا يرى فيهم سوى بيادق تُضحي بهم في لعبة السلطة والسيطرة.
”السلام“ في قاموسهم ليس سوى كذبة مُحكمة، تُسقطها صواريخهم وقذائفهم على رؤوس الأبرياء.. حصارهم الخانق ومنع الغذاء والدواء عن قرية حنكة آل مسعود يُجسد عقاباً جماعياً يكشف وحشيةً بلا حدود ولا مبرر؛ أيعقل أن يُدمَّر وطن بأيدي أبنائه تحت شعارات مناصرة المظلومية العالمية؟ الحوثيون يجيبون: نعم، طالما كان المواطن وقوداً لهذه الحرب العبثية.
إن تصعيد الهجوم في حنكة آل مسعود لا يعبر فقط عن رغبة في السيطرة، بل عن عقيدة متجذرة ترفض السلام كفكرة.. إنهم يوجهون رسالة واضحة: ”نحن فوق القانون، وفوق الأخلاق“؛ من يستخدم الطائرات المسيّرة لضرب القرى الآمنة، لا يبحث عن حل سياسي بل عن تكريس واقع بالقوة.
بينما يدّعي الحوثيون مناصرة القضية الفلسطينية، يمارسون ذات الجرائم والممارسات التي يزعمون إدانتها.. من قصف المنازل إلى حصار المدنيين وتجويعهم، يبدون كنسخة طبق الأصل من الكيان الإسرائيلي، ولكن بلسان عربي؛ المفارقة تكمن في استغلالهم لخطاب التضامن مع فلسطين كذريعة لتبرير جرائمهم في اليمن، في تناقض فاضح يكشف عن ازدواجيتهم السياسية والأخلاقية.
ما يجري في حنكة آل مسعود ليس مجرد حدث محلي، بل هو انعكاس لعقيدة الحوثيين التي تتغذى على الحرب.. إنها صرخة استغاثة للعالم، الذي يبدو وكأنه قد تواطأ بالصمت؛ إلى متى سيستمر تجاهل هذه المأساة؟ وإذا كانت قرية حنكة آل مسعود قد دفعت الثمن اليوم، فمن سيكون الضحية غداً؟
إن الحوثيين لا يحملون راية المظلومية والمقاومة كما يدعون.. بل يحملون معاول الهدم، يغرسونها في جسد وطن يتوق للسلام؛ وبينما يتشدقون بالعدالة، يكتبون فصولاً جديدة من الظلم، في مشهد يبدو فيه اليمن ضحية تاريخ لا يرحم، وأيادٍ لا تعرف سوى لغة الدم.
في النهاية، تظل حنكة آل مسعود، كما العديد من القرى اليمنية الأخرى، شاهداً على إصرار مليشيا الحوثي على إبقاء اليمن رهينة لمخططات العنف والقهر، في تحدٍ صارخ لكل دعوة للسلام أو الإنسانية.