صنعاء: تأجيل الاحتفال بالذكرى الـ34 للوحدة اليمنية.. تصعيد سياسي يكشف الارتباط الوثيق بين الحوثيين وإيران
- الساحل الغربي - خاص
- 05:41 2024/05/22
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت جماعة الحوثي الإنقلابية، تأجيل الاحتفال بالذكرى الـ34 للوحدة اليمنية، والتي كان من المقرر إقامتها اليوم الأربعاء 22 مايو/أيار 2024؛ القرار جاء بناءً على توجيهات من مهدي المشاط، رئيس ما يُسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين، وذلك تضامنًا مع الحداد الذي أعلنته الجماعة لمدة سبعة أيام على وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته أمير عبداللهيان.
المشاط، في خطاب متلفز بثته وسائل إعلام حوثية، أشار إلى أن التأجيل يهدف لمشاطرة ملالي طهران مشاعر الأسى والحزن، ما يعكس الارتباط الوثيق بين الحوثيين وإيران.
التوترات السياسية تصاعدت في العاصمة المحتلة صنعاء بين حزب المؤتمر الشعبي العام ومليشيا الحوثي، حيث كان من المقرر أن يجتمع أنصار الحزب للاحتفال بهذه الذكرى الوطنية؛ ومع ذلك، أصدرت مليشيا الحوثي، بأوامر مباشرة من المشاط، قرارًا بإلغاء جميع الاحتفالات والفعاليات الوطنية المرتبطة بهذه المناسبة، مما أثار استياءً واسعًا بين المواطنين.
مراقبون اعتبروا تأجيل الاحتفال بالذكرى الـ34 للعيد الوطني للوحدة اليمنية بمثابة إعلان ضمني للانفصال وتأكيد على التبعية المطلقة لطهران، وتحول صنعاء إلى محافظة إيرانية.
القرار الحوثي لاقى موجة من السخط والانتقادات، حيث اعتبره البعض استهدافًا متعمدًا يؤكد عدم ارتباط الجماعة بالشعب اليمني ويشير إلى مساعي لتمزيق وتفتيت اليمن؛ ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر مستمر بين الحوثيين والشعب اليمني، الذي يعاني من الجرائم والانتهاكات المتواصلة لحقوقه.
ومنذ اجتياحها المسلح وانقلابها على الشرعية، عمدت مليشيا الحوثي إلى تجريف الهوية الوطنية وطمسها، وذلك بتغيير المناهج التعليمية وتحريفها لتتوافق مع أفكارها المذهبية والطائفية، وذلك في سبيل خدمة المشروع الإيراني الفارسي؛ وتأتي هذه الخطوات ضمن مخططها الرامي إلى تشويه هوية اليمنيين وفرض الطقوس الخمينية الغريبة على المجتمع اليمني.
وفي ظل هذه الأجواء، تستعد اليمن لإحياء ذكرى الجمهورية وسط دعوات واسعة للوحدة والوقوف ضد القمع واستعادة السيادة الوطنية، في حين يترقب المواطنون في صنعاء ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة.