شهدت محافظتا حجة وعمران، شمال اليمن، مواجهات قبلية دامية خلال الأيام الماضية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين؛ المواجهات، التي اندلعت بسبب خلافات على أراضٍ، تعكس تصاعد التوترات في مناطق تخضع لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا.

 

في محافظة حجة، تحديدًا في مديرية كحلان الشرف، اشتبكت قبائل "ذو يمن" و"بني موانس" لمدة ثلاثة أيام، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين؛ ورغم نجاح وساطة قبلية في إيقاف الاشتباكات مؤقتًا، إلا أن الخلافات لا تزال قائمة وقد تشتعل المواجهات مجددًا؛ المصادر المحلية تتهم المحافظ الحوثي وقيادات أمنية بتأجيج الصراع وتعطيل دور الأجهزة القضائية، مما أدى إلى تفاقم الوضع.

 

في محافظة عمران، وقعت مواجهات بين قبائل "ذو فارع" و"ذو مطيع" في مديرية حوث، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين؛ الصراع، الذي يعود إلى نحو عام ونصف، تجدد بعد مقتل شيخ قبلي من "ذو مطيع"؛ وساطة قبلية بقيادة الشيخ القبلي عبدالخالق شويط ووجهاء قبائل حاشد نجحت في إيقاف الاشتباكات، لكن الحل النهائي للخلاف لم يتحقق بعد.

 

تقارير أخرى تشير إلى استغلال الحوثيين لأقسام الشرطة والنيابات والفساد المستشري في مؤسسات الأمن والقضاء لإضعاف القبائل ونشر الفتن بينها؛ هذه السياسة، المعروفة بـ"فرق تسد"، أدت إلى مواجهات قبلية في محافظات ذمار وعمران وحجة، وتسهل على الحوثيين السيطرة على القبائل وتحشيدها للقتال.

 

من جهة أخرى، الوضع في مديرية صوير بمحافظة عمران يزداد تعقيدًا بعد اشتباكات مسلحة بين مواطنين وقيادي حوثي ينتحل صفة مدير أمن المديرية؛ الاشتباكات، التي وقعت في مدرسة 22 مايو، أسفرت عن مقتل عنصر حوثي وإصابة آخرين، بالإضافة إلى جريح من قبيلة المشراقي؛ القيادي الحوثي انسحب وهدد بالعودة بحملة عسكرية مسلحة.

 

هذه الأحداث تعكس الوضع المتأزم في اليمن، حيث تستغل الجماعات المسلحة الصراعات القبلية لتعزيز نفوذها وتقويض الاستقرار في المنطقة؛ وسط هذه التطورات، تتزايد الدعوات للتدخل الدولي لحماية المدنيين وإيجاد حلول دائمة للنزاعات.