في سياق الأزمة الإنسانية الخانقة التي يمر بها اليمن، تبرز تصريحات القيادي الحوثي نصرالدين عامر، رئيس وكالة سبأ الحوثية، كدليل على التناقض الصارخ بين الخطاب الرسمي للقيادات الحوثية والحالة الفعلية للمواطنين الذين يكافحون يومياً لتأمين احتياجاتهم الأساسية.

 

عامر، الذي زعم في تصريحاته عدم وجود جوع أو متسولين في صنعاء، أثار بشدة المتابعين للشأن اليمني، الذين لم يتوانوا عن التعبير عن استيائهم من هذه التصريحات، معتبرين إياها محاولة للتغطية على الفشل الذي تعاني منه السلطات الحوثية في توفير الأمن الغذائي والحياة الكريمة للمواطنين.

 

أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة وساخرة من الناشطين، الذين اعتبروها متغافلة وغافلة عن الواقع المعيشي القاسي الذي يعاني منه الشعب اليمني، وسلطت الضوء على الفجوة الكبيرة بين القيادات والشعب، حيث يعيش القادة في رفاهية بينما يكافح الشعب للبقاء على قيد الحياة؛ وتعكس هذه التعليقات الإحباط العام والغضب تجاه الوضع الراهن.

 

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للقيادي الحوثي نصر الدين عامر، تظهر التغير الكبير في مظهره قبل وبعد سيطرة جماعته على السلطة في صنعاء؛ الصور، التي تُظهر تحسناً ملحوظاً في وضعه المعيشي، جاءت كاستنكار لتصريحاته التي تجاهلت الوضع الصعب الذي يمر به المواطنون اليمنيون، خاصةً في ظل انقطاع الرواتب الذي تسببت فيه جماعته.

 

وقد أكدت تقارير الأمم المتحدة الأخيرة أن الوضع في اليمن يزداد سوءاً، حيث يعاني الغالبية العظمى من السكان من الفقر والجوع، وهو ما يتنافى مع تصريحات عامر.

 

يُشار إلى أن اليمن يواجه تحديات جمة ناجمة عن الصراع المستمر والأزمة الاقتصادية؛ ويبقى السؤال المطروح: كيف يمكن لليمن أن يتجاوز هذه الأزمة ويبني مستقبلاً أفضل لشعبه في ظل هذا الواقع المعقد؟