ميدان السبعين بين الحوثي وغزة

07:12 2024/02/12

كاد الحوثيون أن يغرقوا بين متطلبات الناس المعيشية ، لكن الطوفان الغزاوي انقذهم من ذلك الغرق وبأعجوبة شديدة ، قفز الحوثيون مرتدين طوق النجاة المؤقت ، وركبوا موجة "نصرة القضية الفلسطينية" مُكّرَهين تارةً و مستفيدين تارةً آخرى .

هرعوا مرددين في وجه المواطنين المطالبين بحقوقهم "مش وقت المرتبات الآن" ، "امريكا في البحر" ، اَسّكَتوا تلك الأصوات التي ارتفعت مطالبة لهم بحق الحياة والعيش الكريم ، لكن وبالرغم من تلك _"التدخلات الإلهية"_ كما يصفها أحد عناصرهم ، إلا أن الشعب الواقع تحت سطوتهم لم يَسلم من نيرانهم مجدداً وبالتالي تزداد نيران بركان الغضب الشعبي اشتعالاً وعلى نارٍ هادئة!

*ضحايا جدد*

مرت ١٢٠ يوماً من رفع الحوثيين لافتة "نُصرة غزة" وخلال تلك الفترة لقي عدداً من المواطنين حتفهم بأيدي الحوثيين الذين مارسوا بحقهم ابشع الجرائم ، وبأسلوب الصهاينة الذين يرتكبون ابشع الجرائم بحق ابناء فلسطين.

في صعدة وتحديداً في بني عوير بمديرية سحار قام المشرف الحوثي "ابوبدر الجرادي" بإشعال نار الفتنة بين ابناء "الدرب" و "الحصن" وقُتل على يديه الشاب معوض علي معوض فيما جرح آخرون وتهدمت بيوت البعض بفعل نيران تلك الفتنة ، أخذ الحوثيون رهائن مكبلين بالقيود وزجوهم فى أحد سجونهم ، وذهب الأهالي للمطالبة بهم وهددوا بالذهاب للإعتصام في ميدان السبعين!

في عمران وتحديداً في مديرية شهارة ، نفذ الحوثيون جريمة تشبه جرائم الصهاينة ، استدعى المشرف الحوثي  محمد صالح يوسف مواطناً يسمى عبدالله يايه الى مقرهم وحاول الاعتداء عليه وأخذ جنبيته لكن المواطن قاوم ذلك الاعتداء وقتل المشرف وفر هارباً قبل أن يقع بين ايدي المليشيات التي سلمته لأخو المشرف القتيل المدعو ابو يوسف الذي قام بصب جام غضبه على المواطن واطلق عليه مخزن كامل من الرصاص في مشهد دموي مرعب وحاول تفجير منزله واخذ جثمانه ، تلك الجريمة استدعت من الأهالي الذهاب إلى صنعاء للإحتجاج وطالبوا بالسماح لهم بالاعتصام في ميدان السبعين !

في همدان بمحافظة صنعاء خرجت جموع كبيرة من ابناء المديرية مسلحين وغاضبين مطالبين المليشيات الحوثية الإفراج عن القاضي عبدالوهاب قطران والذي أخذته المليشيات من داخل منزله ومن بين أبنائه وزوجته وعبثت بمنزلهم في محاولة لإسكاته وكتم حريته وإبداء رأيه ، وهدد الهمدانيون بإقتحام السبعين والإعتصام الدائم فيه !

في حراز وصعفان لم ينتظر المواطنون إذن المليشيات واقتحموا السبعين معتصمين ومطالبين بقَتَلة ابنهم الشاب حاشد النقيب والذي لقي حتفه بنيران مشرف حوثي واولاده من آل القاسمي ، والذين قتلوه ونكلوا بجثمانه لأنه ضرب ولدهم الذي اعتداء عليه في دكانه !

أهالي ذمار وتحديداً الحداء تقاسموا ميدان السبعين مع ابناء حراز واعتصموا واحتجوا مطالبين بالإفراج عن الشيخ ابوزيد الكُميم والذي اقتحمت مليشيات الحوثي منزله نهاراً في مشهد لم نشاهده إلا في فلسطين التي يتغنى بها الحوثي في خطاباته كل جمعة بميدان السبعين !

وفي مديرية المشنة بمحافظة إب فجرت مليشيات الحوثي منزل الطويل وقتلت نجله وحاصرت القرية ونكلت بالأهالي في مشهد نراه في جنين وطولكرم بفلسطين ، غَضَبَ الأهالي هناك وردة فعلهم قَضَت على أربعة ضباط رتبة احدهم عقيد وقائد لقوات الأمن التابعة للمليشيات في المحافظة واصابة ثلاثة آخرين ، في ردة فعل شعبي مقاوم لسلوكيات المليشيات ولازال اهالي إب يفكرون بالذهاب إلى صنعاء والإعتصام بميدان السبعين أو الثورة من داخله في وجه كهنوت الحوثي!

*أيام السبعين*

إذاً هي نارٌ وغضب شعبي ممتد من صعدة وعمران وصولاً إلى إب مروراً بصنعاء وذمار وكل مناطق سيطرة عبدالملك ، وأَعّيُنَ الجميع على السبعين .

يقول أحد الناشطين "اصبح السبعين بدوام اسبوعي كامل : يوم السبت لأهل حراز والحيمتين ، ويوم الأحد لأهل همدان ، ويوم الاثنين لأهل عمران ، ويوم الثلاثاء لأبناء صعدة ، والاربعاء لأهل ذمار ، والخميس إجازة من الإحتجاجات و فرصة للعرسان الجدد لأخذ صورة هناك ، ويوم الجمعة لعبدالملك الحوثي يخطب في ضحاياه" .

يرى مراقبون أن السبعين أصبح ملاذاً لكل صاحب حق أخذه الحوثي منه ، يخشى الحوثيون من ثورة شعبية قادمة تُسْقِط سلطتهم المستبدة ، ويتوقع بعض قيادات الجماعة أن انطلاقة تلك الثورة ستكون من ميدان السبعين ويحذر قيادته من التمادي في السماح للمواطنين والقبائل بالاعتصام وتنفيذ الاحتجاجات من داخله ،
يعتقد عبدالملك أن تحشيداته التي تأتي نهاية كل اسبوع في ميدان السبعين بمثابة رد عملي لكل من يفكر بتلك الثورة .

فيما تقول المؤشرات أنه في حال انتهى العدوان الصهيوني على غزة فإن طوق النجاة ذاك سَيَسّقُط عن الحوثي ، وأن طوفاناً شعبياً قادم سَيُغْرِق عبدالملك ومليشياته وإلى الأبد !