بنو صريم في انتفاضة الزعيم.. هذا ما حصل!

قبل 16 ساعة و 0 دقيقة

في الثاني من ديسمبر 2017م كانت قبائل بني صريم بمحافظة عمران من القبائل التي تجاوبت مع نداء الزعيم الراحل علي عبدالله صالح للانتفاضة في وجه الكهنوت الإمامي الحوثي.
 
صبيحة ذلك اليوم تحرك المئات من أبناء قبيلة بني صريم حاملين أسلحتهم وجعبهم وذخائرهم، متوشحين الثأر من مليشيات الحوثي التي كانت وما زالت تمارس صنوف القهر والإذلال لأبناء القبائل عامة، تَجَمّع الناس في منطقة (جرن القوبعي) مكان معروف لاجتماعات القبيلة وسط مدينة خمر، خرج الشيخ الراحل مبخوت المشرقي ملبياً نداء الكرامة والتحرر، معلناً فك الارتباط رسمياً مع جماعة الحوثي التي نقضت كل الاتفاقيات والعهود.
 
ساعات قليلة منذ بدء الانتفاضة، مجاميع قبلية تسيطر على قلعة مهلهل الاستراتيجية وترفع أعلام الجمهورية وأصوات أيوب طارش تُدَوّي في سماء المدينة، يا سماوات بلادي باركينا، مقر إدارة الأمن والمجمع الحكومي، نقاط المليشيات التي تطوق المدينة كلها جمهرت في غضون ساعات قليلة فقط، اختفى عناصر المليشيات ولاذوا بالفرار الى قرى غيل مغدف والاشراف والبعض فر الى صعدة خائفاً يترقب، خرج الشيوخ والرجال والشباب والصغار، المؤتمريون والاصلاحيون والسلفيون والمستقلون كلهم يداً واحدة وصوت واحد محتفلين بتلك الانتصارات العظيمة، مجاميع شبابية هرعت فوراً لطي ومسح وتمزيق شعارات الجماعة الكهنوتية، داسوا على صور حسين وعبدالملك والخميني ومزقوها، وهتفوا شعار الجمهورية الخالد بالروح بالدم نفديك يا يمن.
 
ظهيرة ذلك اليوم كانت مديرية خمر ومديرية بني صريم محررتين بالكامل، كل مراكز ومقرات الجماعة تمت السيطرة عليها، منازل آل المتوكل والغيلي وبقية السلالة خاوية على عروشها، تم نصب المتارس الأمامية على امتداد حدود المديريتين وتم قطع خط صعدة صنعاء في منطقة الماجل الأحمر، اختنقت مليشيات الحوثي في صنعاء وفي عدد من المناطق بعد إغلاق ذلك الممر الاستراتيجي وكادت الجماعة أن تنتهي ويُعلَن النصر للجمهورية، لكن أخطاء المعركة وظروف أخرى غَيّرت مجرى الانتفاضة!
 
الثانية عشرة والنصف من ظهر ذلك اليوم الشيخ الراحل مبخوت المشرقي يهاتف أحدهم ويعاتبه على عدم تحركهم وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، لم أعرف من كان ذلك الشخص إلا أنه اتضح أن مشايخ وقيادات المؤتمر في طوق صنعاء وبعض مديريات محافظة عمران نكثت عهدها وارتجفت قلوبها وتثاقلت ارجلها بفعل ضغوط المليشيات واختراقهم المبكر لذلك الطوق وتلك الشخصيات ولم يتحركوا ويلبوا النداء، عدم وجود دعم كافٍ ايضاً من السلاح والعتاد والمال تسبب في إرباك الانتفاضة والمعركة.
 
لم يتحرك الكثيرون في المحافظة والمديريات الاخرى، باستثناء مجاميع قبلية في مديرية خارف بقيادة البطل محمد حمود هراش الذي خاض معركة بطولية فدائية واستطاع تكبيد وتأخير المليشيات وقطع الخط الرابط بين عمران وصنعاء في مديرية خارف.
 
الارباك الذي حصل والتخاذل الذي تم مع سوء التقدير لقوة الحوثي وجماعته فرض على الشيخ المشرقي وقبائل بني صريم التراجع مع دفع ثمن باهظ لذلك الانسحاب، في مساء ذلك اليوم طوقت مجاميع حوثية قادمة من صعدة وسفيان منزل الشيخ مبخوت المشرقي الذي رفض الاستسلام لهم وقرر خوض معركة بطولية مع ثلة من الأحرار استمرت عشر ساعات متواصلة، ارتقى فيها عدد من الشهداء ابرزهم الشيخ علي حمود المشرقي، بينما سقط ما يقارب 18 حوثياً واصيب 35 آخرون، وانتهت المعركة فجراً بتفجير منزل الشيخ مبخوت وأسره واحتجازه في أحد سجون المليشيات في صعدة ومن ثم صنعاء ليخرج بعد ما يقارب أربعة أشهر تحت الاقامة الجبرية حتى توفاه الله.
 
كانت هذه الملحمة القبلية درساً أولياً سيعاد تنفيذه بصورة أوسع وترتيب أدق قادم الأيام، سيُكرر الصريميون وكل قبائل اليمن الشرفاء ملحمتهم التاريخية ثأراً لدماء أبناء القبيلة اليمنية الطاهرة، ويستعيدون من خلال تلك الملحمة دولة الجمهورية اليمنية، وسيكون نصراً وفتحاً مبيناً، بإذن الله، وإن غداً لناظره قريب!