خلفت الألغام التي تزرعها مليشيا الحوثي الإرهابية إضافة إلى القصف المدفعي الناتج عن الاستهداف المباشر والعشوائي للأعيان المدنية الذي تمارسه منذ 9 أعوام، آلافاً من القتلى ومبتوري الأطراف في مختلف المحافظات.

في تعز تجاوز عدد مبتوري الأطراف أكثر من ألف مواطن بينهم نساء وأطفال.

مع كل لغم ينفجر أو رصاصة قناص حوثي ينفجر جزء من جسم إنسان أو يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، ومع كل يوم جديد هناك بتر جديد لإنسان. هذا ما خلفته حرب الإرهاب الحوثي على سكان محافظة تعز.
ألغام وقناصات الحوثي في كل يوم يكتبون قصة جديدة في الإرهاب والقتل والبتر.

شهود وضحايا

محمد عبدالله "أب لطفلين" من سكان منطقة الشقب بمديرية صبر الموادم، بتر أحد أطرافه نتيجة قصف مدفعي حوثي على منطقة الشقب.

يقول محمد الساحل الغربي: كنت عائداً إلى منزلي قبيل مغرب يوم جمعة وإذا بقذيفة الإرهاب الحوثي تسقط أمامي مباشرة، وتنتشر شظاياها في أرجاء المكان تسببت بإصابة أجزاء متفرقة من جسدي وأصبت بالإغماء ولم أفق إلا في غرفة عمليات مستشفى الثورة، والأطباء يتشاورون على بتر قدمي الذي أصبح بقايا قطعة لحم معلقة على الجسد، القذيفة هشمت ساقي بشكل كلي.

الشابة خولة عبده هائل، إحدى ضحايا ألغام مليشيا الحوثي الإرهابية، لم تتمكن من الحصول على طرف صناعي حديث يعينها على السير، لأن قدمها اليمنى بترت من أعلى الركبة، حاولت البحث عن طرف صناعي لكنها لم تجد ما يناسبها لتعود إلى زيارة مركز الأطراف الصناعية بمستشفى الثورة بتعز لتركيب طرف صناعي لقدمها الذي سرقه لغم حوثي في أحد وديان مديرية المسراخ بريف تعز كغيرها ممن فقدوا أطرافهم نتجية حرب المليشيات الحوثية على تعز.

1000 مبتور 

يتجاوز عدد ضحايا المليشيات الإرهابية المترددون على مركز الأطراف الصناعية أكثر من 1000 مواطن معظمهم من النساء والأطفال.

يقول الدكتور منصور الوازعي مدير مركز الأطراف الصناعية للساحل الغربي، إنه تم تركيب 578 طرفا صناعية، و3797 جبيرة وحشوة تعويضية، وإجراء 25800 جلسة علاج طبيعي.

وأضاف، إن طبيعة عمل المركز تقديم خدمات الأطراف الصناعية، وإعادة التأهيل، مع التركيز على التأهيل النفسي للمصاب، بالإضافة إلى خدمة الأطراف الصناعية العلوية والسفلية والأجهزة التعويضية، والجبائر الساندة، والعكاكيز الطبية، والكراسي المتحركة، وجلسات العلاج الطبيعي، وإعادة التأهيل، وجلسات الدعم النفسي.

كما أن المركز يقدم خدماته مجاناً ويغطي ثلاث محافظات: تعز، وإب، والحديدة، وأجزاء من محافظتي الضالع ولحج.

لم يقتصر نشاط مركز الأطراف الصناعية بمستشفى الثورة على صناعة الأطراف فقط، بل يشمل أنشطة متنوعة والعلاج الطبيعي والتأهيل الجسدي وتدريب المبتورين على المشي في القدم الصناعي، بالإضافة للتأهيل النفسي والاجتماعي لضحايا حرب المليشيات.

دعم نفسي

أثرت حرب مليشيا الحوثي الإرهابية على حياة الأطفال بشكل كبير، لذا أتاح مركز الأطراف الصناعية بتعز مساحة كبيرة لتأهيلهم نفسيا، يتمثل في الدعم النفسي لكافة الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية وليس فقط للأطفال مبتوري الأطراف.

إن حاجة كل طفل لجلسات الدعم النفسي حسب وضعه النفسي، فالأطفال المبتورون قد يستغرق تحسنهم أكثر من 14 جلسة دعم نفسي في 3 أشهر.

وقدم المركز أكثر من 1000 جلسة في قسم الدعم نفسي حتى منتصف العام الجاري، حيث يقدم قسم الدعم النفسي للأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية وهم بحاجة لدعم نفسي، أنشطة مختلفة منها مساحة صديقة تتوافر فيها ألعاب ترفيهية وأنشطة أخرى مثل المسرح والإنشاد والرسم.

يشار إلى أن هناك مئات الأطفال في مدينة تعز، حسب أطباء نفسيين، تعرضوا لصدمات نفسية مختلفة منذ عام 2015م.

مناشدة

يقدم مركز الأطراف الصناعية خدماته مجاناً منذ إعادة تأسيسه عام 2015 باعتماد كلي على المساعدات والمنح في غياب تام للدور الحكومي.

لأجل استمرار تقديم الخدمات المجانية لضحايا حرب مليشيا الإرهاب الحوثية يناشد مدير مركز الأطراف الصناعية بمستشفى الثور بتعز منصور الوازعي الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية تقديم المساعدة والدعم والإشراف على عمل المركز خلال فترة تقديم المساعدات.