نزاعات محتملة في مناطق الحوثيين: هل تشتعل المواجهة القبلية ضد هيمنتهم؟
الساحل الغربي - خاص
01:45 2024/11/19
تشهد مناطق مختلفة خاضعة لسيطرة الحوثيين توترات متصاعدة نتيجة تصرفات مليشيا الحوثي التي تستمر في استفزاز رجال القبائل والتعدي على حقوقهم، مما يُنذر بإشعال نزاعات قبلية قد تتطور إلى مواجهات.
في محافظة البيضاء، تداعى رجال القبائل في مديرية رداع بعد تعيين حميد صبر، أحد المتهمين الرئيسيين في جريمة تفجيرات حي الحفرة، في منصب أمني رفيع؛ وكان صبر قد افتتح برفقة منتحل منصب مدير عام شرطة الضالع، حسين عبده الحمزي، معرضًا لما يسمى "قتلى الحوثيين"، ما أثار غضب القبائل التي تطالب بإعادته إلى السجن ومحاكمته على جريمة راح ضحيتها العشرات إثر تفجير منازل بمادة شديدة الانفجار.
وأكدت مصادر قبلية أن رجال قبائل رداع حذروا المليشيا الحوثية من التلاعب بعقولهم أو محاولة شراء دماء أبنائهم عبر بناء منازل بديلة عن تلك التي تم تفجيرها؛ وهددوا بأخذ حقهم بأيديهم في حال لم تلتزم المليشيا بمحاسبة المتهمين، مؤكدين رفضهم للتنازل عن الثأر مهما كلفهم الأمر.
وفي تطور مشابه بمحافظة ذمار، أصدرت قبائل الحداء بيانًا شديد اللهجة على خلفية استدراج ونهب الشيخ عبدالسلام محسن البيحاني، في مدينة صعدة؛ وأوضح البيان أن البيحاني تعرض للخديعة من قبل أفراد قبيلة بني حذيفة الذين نهبوا سيارته، سلاحه الشخصي، خنجرًا ثمينًا، ومبلغًا كبيرًا من المال.
وأشار البيان إلى عدم تجاوب الحوثيين مع شكاوى القبيلة رغم صدور أوامر قهرية بإعادة المنهوبات، مما أثار استياء القبائل التي اعتبرت هذه التصرفات مخالفة للأعراف القبلية والقوانين اليمنية.
وأكدت قبائل الحداء تضامنها مع الشيخ البيحاني، مشيرة إلى أن القضية تتعلق بالكرامة والعزة القبلية وليست ذات طابع سياسي أو حزبي؛ وحذر البيان من توسيع الخلاف، مطالبًا بحل القضية بشكل مشرف يتماشى مع الأعراف القبلية.
استمرار استفزازات الحوثيين لرجال القبائل، يعمق حالة السخط والغضب.. هذه الانتهاكات تعكس نهج المليشيا في تقويض القوانين وتجاهل الالتزامات القبلية، مما يزيد من احتمالات تصاعد التوترات إلى مواجهات مسلحة، خاصة مع تمسك القبائل بحقوقها وكرامتها.
وتبرز هذه التطورات هشاشة الوضع الأمني والاجتماعي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يعاني المواطنون والقبائل من التهميش والظلم المتزايد، مما يُنذر بتفجير أزمات ذات أبعاد أوسع.