لماذا صمت الشرعية ليس من فضة حتى؟

10:18 2023/04/12

الصمت ليس من ذهب ، لنقل تحديدا صمت الشرعية اليمنية ليس من فضة حتى. يغيب قط الشرعية أو يصمت ويتوارى قيلعب فأر الحوثية ويصطنع الانقلابيون لأنفسهم زخما زائفا وكأن اليمنيين أعفوهم من الوزر وتخلوا عن حق وواجب استعادة الدولة والعاصمة والمؤسسات والتعايش على قاعدة المواطنة المواطنة المتساوية وسيادة القانون وإبطال ودفن كل سيادة وخرافة وولاية لسوى الشعب والمواطن والوطن.
 
بداية يجب القول إن ممارسة السلطات اليمنية أو الشرعية التكتم وتجاهل الرأي العام تماما وتركه فريسة للتسريبات المضطربة من كل نوع ومنع أو حبس المعلومات والإفادات أولا بأول هي عادة أكثر من سيئة وطالما رافقت وطبعت سلوك السلطات والمتعاقبين عليها وكأنهم لا يرون الشعب أو لا يرون له اي حقوق في المعرفة والاطلاع أو حتى وعلى الأقل في الحماية من عبث وخطر وفوضى التسريبات المغرضة وبدلا من ذلك تتركه فريسة للتجهيل والتظليل لأن لا أحد يقول له ما الذي يحدث حقيقة.
 
وهنا أيضا تغيب المعلومة والإفادة والرواية الرسمية كما تغيب المصادر ويُغيب الرأي العام ويجد نفسه محاصرا بالتسريبات من جهة وبالصمت والسلبية والتجاهل الرسمي من جهة أخرى عندما يتعلق الأمر بمجريات وكواليس المفاوضات وقضايا الحرب والسلام وما بينهما. لماذا تتركون اليمنيين فريسة لرواية ومصادر وتسريبات الحوثيين؟ ولماذا تتجاهلون المواطنين والشعب المطحون بالمعاناة والأزمات وبالقلق والتجهيل المتعمد وبسلوك السلطات والقيادة التي ربما كانت المشكلة في سلوكها هذا تكمن في أنها لا تعتبر نفسها في خدمة الشعب وموظفة لديه وللأسف أن هذا يضرب ثقة ورهان الناس على بديل المليشيات السلالية والانقلابية والإمامية.
 
هذا هو ما سمح ويسمح لقيادات حوثية متنطعة أن ترغي وتزبد وتستعرض وتتحدث بطريقة رعناء ومستفزة لليمنيين والكثير من الادعاء والانتفاخ البالوني عندما غابت وتغيب الشرعية والمعلومة والرواية الرسمية أولا بأول.
 
الزنبيل محمد البخيتي يتنطع عن تقارب الرياض وصنعاء وكأن الحوثي هو صنعاء واليمن متجاوزا حقيقة أن الرياض وصنعاء والسعودية واليمن دائما متقاربان ومتصالحان والمشكلة إنما طرأت بطروء مليشيات طهران وأدوات إيران مختطفة صنعاء ويفترض أن الغاية النهائية ليست إلا استعادة اليمن وعاصمتها والدولة ومؤسساتها كمعنى وحيد وطبيعي للسلام والمستقبل وإنهاء الحرب والصراع كما يسمونه ولن ينتهي شيء ما لم ينتهي سبب وجذر المشكلة والحرب والأزمة من الأساس.
 
وعلى نفس المنوال يتنطع فليتة بتكريس الرواية الحوثية الوحيدة كمعطى ومعنى وحيد لما يحدث في الكواليس - لتكريس المليشيات وانقلابها وسلاحها ودمويتها... ومصادر وقيادات الشرعية إذا تحدثوا فبعيدا جدا عن المهم والأهم وتجمدوا في حدود تنديد واستنكار ومناشدات ومطالبات للمجتمع الدولي عند ومع كل حادثة وتفصيل يومي.