القبيلة والشيخ وخديعة الحوثي: كيف يختصر واقع "ذو فارع" بطن حاشدي من "العصيمات" أثمان السنوات الثمان؟

  • الساحل الغربي، كتب/ مبروك المسمري :
  • 06:51 2023/01/18

(ذو فارع مخيمين من أمس في ضحيان صعدة، أكثر من أربعين سيارة، من أجل خروج القتلى حقهم). تقول رسالة وصلتني من صديق.
 
ذو فارع بطن من بطون قبيلة العصيمات حاشد ضمن مديرية حوث محافظة عمران، اشتهر أبناؤها، كما هو حال قبائل العصيمات حاشد وأغلب القبائل اليمنية، بالشجاعة والشهامة والقوة والكرم والصفات النبيلة. في منتصف العام 2013م شنت مليشيات الحوثي هجوماً عنيفاً على خيوان ودنان، قبل وأثناء الهجوم نشرت وسائل المليشيات الحوثية الإعلامية وأجهزتها الاستخباراتية شائعات وأحلاما وردية ولافتات وشعارات غررت بها على أغلب أبناء القبائل اليمنية، كانت قبيلة ذو فارع إحدى تلك القبائل التي صَدّق بعض أبنائها شائعات الحوثي من ابرزها (المسيرة جاءت لتحريرنا من ظلم المشايخ _ انصاراللاه جاءوا بالعدل والانصاف _ الحوثي سيكسر الطاغوت ويحقق لنا الأمن والأمان...) وغيرها من تلك الأحلام التي صَدّقها البعض.
اليوم بعد 8 سنوات من حكم (السييد) و(المسيرة) و(أنصاراللاه) نتفاجأ أن ذو فارع يهاجرون إلى صعدة وينصبون خياماً للاعتصام ويستنجدون بالحوثي لاستعادة ثلاث جثث من أبنائهم نبشتها عناصر الحوثي وصادرتها إلى صعدة تأديباً لذو فارع. يا الله ما الذي يحدث؟! كيف يتخيل الشخص هل فعلاً وصل الحد بهذة القبائل اليمنية الأصيلة إلى هذا المستوى من الذل والهوان والخضوع للحوثي؟! ينبش الجثث ويصادرها ولا أحد يحرك ساكناً بل يستنجدون بصمت وانحناء واستجداء؟!! لم ينفعهم ما قدموه للحوثي من قرابين في جبهات قتالهم، لم تنفعهم خيانتهم لمشايخهم من آل الأحمر عام 2013م، ما الذي حققه الحوثي لهم؟ لا شيء، ولن يحقق لهم شيئا، فهم بنظره قبائل زنابيل يسمعون ويطيعون وينفذون!
 
 
عاشت القبائل اليمنية في ظل حكم الجمهورية أجمل أيامها، كانت للقبائل هيبة وعزة وشموخ، كان شيخ القبيلة رمزاً مهاباً يجتمع الناس حوله من قبائله يشاورهم ويأخذ برأيهم ويسندهم في دولة أو أمام القبائل الأخرى، لم تشهد القبيلة اليمنية من الذل والمهانة كما تشهده الآن في ظل حكم عبدالملك الحووثي ومسيرته، كان باستطاعة أي قبيلي أن يواجه الشيخ وينافسه بل يخاصمه ويعارضه دون أن تصل تلك الخصومات إلى الإهانة والإذلال بغض النظر عن حالات نادرة بل في حالات كثيرة كانت القبيلة تستند إلى مكانة الشيخ وهيبته ويقوم بعض ابنائها بأعمال يعرفون أن الشيخ سيحميهم ويصون كرامتهم أمام الدولة، اليوم بعد سقوط الدولة والمشيخ ظهر الوجه الحقيقي لعبدالملك الحوثي ومسيرته، لم يحقق للقبائل أي أمن أو أمان.
 
 
في مديرية حوث، خلال شهرين فقط، سجلت محاضر الرصد ما يقارب من 18 جريمة قتل دون إنصاف، نشبت في مناطق قبائل العصيمات أكثر من حادثة اشتباك بين القبائل وصراعات على الحدود والأراضي الزراعية سقط قتلى وجرحى فيها دون إنصاف، بل بدعم وترتيب من مشرفي الحوثي في المنطقة. أصبحت القبائل تعيش في وضع مأساوي لا شيخ ينصفهم فقد خانوه وطردوه وقاتلوه، ولا دولة فرضت نظاما وقانونا فقد أسقطوها وانقلبوا عليها مع المنقلبين!
 
قبائل العصيمات في صعدة تستنجد لاسترجاع جثث أبنائها.. هكذا سيسجل التاريخ هذه الحادثة ويعنونها ولن يصدقها أحد مستقبلاً لكنها حدثت بالفعل في ظل حكم (السيد) وغياب الدولة و(الشيخ)!

ذات صلة