يوم لاح الخلاص في 2 ديسمبر.. يتحدث ابن جبل راس المدرس عمران عن فظائع أقبية الحوثيين خلال 1978 يوم سِجن (فيديو)
- الحديدة، الساحل الغربي، إعداد رشاد الكامل - تحرير/ عبدالمالك محمد:
- 04:33 2022/12/01
طوال "1978" يوماً قضاها في سجون الحوثيين وتعرض خلالها لأقسى صنوف التعذيب والترهيب؛ لم يشعر الأستاذ "عمران عبدالحميد العمراني" بالسعادة سوى في أربعة أيام فقط.. أهما يوم لاح الخلاص بانتفاضة الثاني من ديسمبر.
اعتُقل عمران العمراني، أحد أبناء جبل راس محافظة الحديدة، في يوليو 2017 أثناء ما كان يؤدي واجبه الأخلاقي في تعليم الطلاب رغم حرمان الحوثيين له من راتبه كغيره من الموظفين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
"في يوم السبت الموافق 8 / 7 / 2017 أثناء عملي في المدرسة إذا بطقم حوثي يداهم المدرسة ويقتادنا إلى مدينة الجراحي ومن ثم إلى الحديدة وأنا مغمض العينين وتم رميي على الأرض في مدرسة السعيد شمال مبنى الأمن السياسي بالحديدة"، قال عمران.
دون أن يوجهوا له تهمة حتى، باشر جلادو مليشيات الحوثي التحقيق مع "عمران" تحت تعذيب مبرح استمر لأكثر من خمسة أيام متواصلة بما فيها عشية عيد الأضحى المبارك.
يقول: "من أول ليلة من وصولي تم التحقيق معي لمدة خمس ليال تحت التعذيب والضرب المبرح والتعليق وبعدها تم إيقاف التحقيق معي قبل أن يعاودوا ذلك ليلة التاسع من ذي الحجة".
يروي الأستاذ عمران عبدالحميد العمراني، الذي يحمل شهادة بكالوريوس انجيلزي 2008/2009، تفاصيل مروعة عن خفايا زنازين الحوثيين والتعذيب الوحشي الذي تعرض له هناك.
"كان المحققون يقومون بوضع الكلبش حول معصمي وتعليقي إلى سقف المبنى، ورغم أني في قبضتهم إلا أنهم لم يكشفوا الغطاء عن عيني، كنت أخضع للتحقيق والتعذيب وأنا مغمض العينين".
مع "عمران" ومع المعتقلين الآخرين بالضرورة، لم ولا تكتفي الفاشية الحوثية عند ذلك الحد من التعذيب.
يضيف: "كانوا يشدون حبل السقف حتى لا أستطيع لمس الأرض بأصابع قدمي(..) بل كانوا يباعدون بين ساقي بقضيب حديدي لأبقى بشكل الرقم ثمانية، وإذا تم إبعاده فإنهم يضعونه تحتي بشكل مستقيم وهذا يسمى ركوب الخيل وفي نفس الوقت يستمر التحقيق مع الضرب والشتم بألفاظ بذيئة".
مــزيــــد :
تناوب جلادو المليشيا على نهش جسد "عمران" وخدش روحه في سجون ومعتقلات عدة، بدأت من الحديدة فالأمن السياسي بصنعاء ثم مبنى الأمن القومي بصَرِف وانتهاءً في معسكر الأمن المركزي.
وكشف العمراني عن تعرض المنظمات الإنسانية والحقوقية وكذا أهالي المعتقلين للابتزاز من قبل المسؤولين على المعتقلات والسجون حتى إنها أصحبت مكانا للمتاجرة وكسب المال.
وأكد أن المساعدات والحوالات النقدية التي تقدمها المنظمات أو يأتي بها الأهالي للمعتقلين والأسرى لا تصل إليهم بل يتم أخذها من قبل المسؤولين الحوثيين.
وسمّى عمران، في السياق، القيادي الحوثي المدعو عبدالقادر المرتضى وابنه "الذي حول المعتقل إلى قطاع خاص للاتجار بأموال المعتقلين والأسرى ومصادرة كل ما يملكون".
وقال إن المرتضى يقوم بأخذ الحوالات النقدية المقدمة من الأسر للمعتقلين "ولا تصرف إلا على شكل كروت مواد غذائية أو مياه وبأسعار أضعاف ما هو عليه في خارج المعتقل والسبب أن من يملك هذه المحلات المرتضى وولده".
وبخصوص التعذيب النفسي الذي تعرضه له عمران، يقول: "كانوا يخرجونني إلى ساحة في ساعات متأخرة من الليل ويتحدثون بجانبي أنهم سيعدمونني، كان المحقق يهاتف شخصا ما ويقول له، خلاص ما قدرنا نعرف أي شيء، وأحيانا يقوم بتذخير السلاح والإطلاق بالقرب من اذني حتى أصاب بالإغماء، ليقوموا بأخذي بإعادتي إلى الزنزانة، يلقون بي على الأرض كما الحيوانات". يصمت ويضيف قائلا بحدّة: "هذا هو الإرهاب الذي يمارس ضد المعتقلين في سجون المليشيات".
خلال مدة اعتقاله التي بلغت "1978"يوماً، قال عمران العمراني إنه لم يشعر بالسعادة إلا في أربع مناسبات "الأولى يوم إعلان انتفاضة الثاني من ديسمبر والتي تفاءلنا بأنها ستكون الفرج، والثانية عند سماع مقتل الهالك الصماد، والثالثة عند صفقة التبادل، لأني كنت أظن أني أحدهم، ورغم ذلك فرحة لإخواني الذين تم الإفراج عنهم، وأخيراً يوم الإفراج عني بعملية التبادل في 7 يناير 2022م".