الجنديان الشقيقان خالد ومحمد الهرش يرويان فظائع سجون الحوثيين

  • تعز، الساحل الغربي، محمد سعيد:
  • 08:50 2022/02/09

"وضع السجن مزرٍ ومشين، ووضع لا يوجد فيه أثر للكرامة والحرية، وضع نتعرض فيه كل يوم للتعسف والاستهبال بنا واللا مبالاة بإنسانيتنا". هكذا بدأ الأسير المفرج عنه من سجون الانقلابيين الحوثيين خالد الهرش واصفاً وضع المعتقل الذي مكث فيه 26 شهراً.
 
وقع خالد في الأسر في 28 أغسطس 2019م في وادي آل جبارة محور كتاف بعد أن تم محاصرة أجزاء من المحور، وبعدها أجبر الجنود على الاستسلام، يقول خالد إنه تم وضعه في عدة سجن ابتداءً بالسجن الحربي، مروراً ببداريم مخفية ومعسكرات عدة خاضعة للمليشيات، وإلى جواره عدد من الأسرى والمعتقلين، يتشاركون الوجع وقهر السجان، يعيشون وضعا مهينا ومزريا، واليأس والإحباط، يتعرضون كل يوم للتهديد بالتصفية والقتل والعذاب والحرب النفسية والفكرية والمعنوية، حسب ما أفاد خالد.
المزيد :
تعرض خالد كغيره من السجناء والأسرى والمختطفين للتعذيب الشديد من قبل الانقلابيين، وتنوعت وسائل التعذيب بين الضرب بالسوط والتعذيب بالكهرباء والرش بالماء البارد والتعذيب بخلع الملابس وجعله يزحف في أماكن خشنة دون ملابس، والعزل عن بقية الأسرى، ووضعه في أماكن مخيفة ومن ثم التهديدات بالقتل وسلخ الجلد والمنع من دخول دورة المياه لفترات طويلة حتى يفقد السيطرة على نفسه، ويسقط مغشياً في الأرض، كما أنه منع من الحصول على الطعام، وكان يتم إعطاؤه وجبة واحدة في اليوم، والوجبة غير صالحة للاستهلاك، كذلك منع عنه أي شيء يستند عليه أثناء النوم وتركه في زنزانة انفرادية وينام على الأرض، في الوقت ذاته، وكما قال، فإن الزنزانة تخلو من حمام لقضاء الحاجة، وتعرض للتعذيب طوال فترة بقائه في سجن لا يكاد يرتاح أسبوعاً حتى يتم معاودة تعذيبه.
 
أُسر محمد الهرش (يمين) وشقيقه خالد بمحور كتاف وتنقلا في عدد من سجون المليشيات الحوثية
أُسر محمد الهرش (يمين) وشقيقه خالد بمحور كتاف وتنقلا في عدد من سجون المليشيات الحوثية
 
يصف خالد حال أسرته أثناء الأسر بالقول "عاشت أسرتي فترة مكوثي في السجن أوضاعاً سيئة يرافقها الحزن والخوف الشديد، حرمت من أبسط مقومات الحياة المعيشية، إلى درجة أنها فقدت الأمل بعودتي إليها، بالذات وقد عجزت عن إيجاد طريقة لإخراجي من السجن".
 
وعن تجربة الأسر يتحدث خالد "خلال تجربة الأسر عرفنا معنى الحرية والكرامة، في الوقت ذاته عرفنا عن قرب الحوثيين وهدفهم الكهنوتي الظالم، وفكرهم القاتل والتدميري، وفسادهم الديني والأخلاقي". يضيف "لا أستطيع البوح بكل تجربتي في السجن بالكتابة، فالألم والقهر لا يمكن وصفه".
خرج خالد مصاباً بأمراض عدة، يقول إن وضعه الصحي منهار، حيث عمل عدة فحوصات طبية كشف خلالها عن عدة أمراض أصابته، تمثلت في: سوء التغذية ونقص الدم والتهاب المفاصل والروماتيزم والتهاب الحلق والمعدة والتهابات في الكلى، والتهابات في العيون سببها الأضواء في السجن غير الصحية، بالإضافة إلى نقص الصفائح الدموية.
 
لم يكن خالد الهرش وحيداً في السجن، كان إلى جواره شقيقه محمد الهرش، والذي قضى في الأسر نفس المدة التي قضاها خالد، مرت فترة السجن على أسرتهم كمرور الدهر.
 
أسر محمد الهرش هو الآخر في محور كتاف وتنقل بين عدة سجون وبداريم مخفية ومعسكرات تابعة لمليشيات الحوثي، ووضع إلى جوار عدد من زملائه.
 
يقول محمد الهرش، إنه تم وضعه إلى جوار أسرى آخرين بينهم شقيقه خالد الهرش، وتعرضوا للتعذيب والضرب بالسوط والرش بالماء البارد وخلع ملابسهم وضربهم وتهديده بالقتل والسحل، نفس الأساليب التي استخدمت مع خالد الهرش استخدمت مع شقيقه محمد.
 
يتحدث محمد الهرش عن وضع السجن المزري ووضع أسرته بالقول "عاشت أسرتي فترة مكوثي في السجن أوضاعا سيئة يرافقهم الحزن والهم والأسى، حتى إنهم فقدوا الأمل بعودتي إليهم، وعاشوا أوضاعا صعبة أثناء ما كنت في المعتقل، كانت تجربة الأسر والسجن أمر من المُر نفسه، حرمت من رؤية أطفالي وأهلي، حرمت من سماع أصواتهم لسنوات".
 
أفرج عن خالد وأخيه ضمن صفقة التبادل الأخيرة مطلع أكتوبر المنصرم في وساطة محلية تمت بين محور تعز ومليشيات الحوثي الانقلابية.

ذات صلة