"نزار" أطلق مؤخراً ضمن صفقة تبادل يحدثنا عن تجربته المريرة في سجون الحوثي وأساليب التعذيب
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
- 09:17 2021/10/18
"سجون المليشيات مقابر الأحياء".. هكذا يصفها أحد المختطفين المفرج عنهم بعد خمسة أعوام من الإخفاء في سجون مليشيا الحوثي. يختصر الحديث عن ما يتعرض له المختطفون داخل المعتقل، وهو أحد ضحايا التعذيب النفسي والجسدي.
مخطوف مرتين
اختطفت مليشيات الحوثي الشاب نزار مرتين، ففي ديسمبر 2015 تعرض للاختطاف وهو في مدينة الحوبان أفرج عنه بعد عام من الاختطاف، أشعره ذلك بالأمان وأنه لن يتعرض للاختطاف مرة أخرى. لكنه عاد مجدداً إلى السجن، وتضاعفت أساليب التعذيب وأدواته المختلفة ليفرج عنه هذه المرة وهو بحالة نفسية سيئة جراء التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرض له والموجودة آثاره على جسمه.
العشريني الكهل
نزار توفيق العبسي، في العشرين من عمره، لكنه يبدو كرجل ستيني فقد شبابه في دهاليز السجون.
يقول نزار لـ(لساحل الغربي)، "في سجون المليشيات كل شيء مباح، حتى القتل".
في سبتمبر/أيلول 2016، كان الاختطاف الأول الذي تعرض له في مدينة الحوبان، في إحدى نقاط التفتيش حيث أوقفته المليشيات فيها لساعات قبل تحويله إلى سجن المركز الثقافي، ومن ثم إلى معتقل الصالح، وفيه بدأت عمليات التحقيقات مع مباشرة التعذيب المختلفة.
يضيف نزار: "في المعتقل حاولوا إجباري على الاعتراف ببعض التهم المنسوبة إليّ، والتى على خلفيتها اختُطفت مقابل التخفيف من العقوبة".
اقرأ أيضا :
قيل له إنه يعمل على نقل وإرسال إحداثيات لطيران التحالف، بعدها عليه أن يقر بتهمة التخطيط لعمليات اغتيالات بالمنطقة، لكنه اختار التعذيب لأكثر من عام حتى أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2017 وعاد إلى المعتقل بعد شهر من الحرية أخذته المليشيات من إحدى النقاط العسكرية في مدخل المدينة.
يقول نزار: "شعرت بالأمان بعد خروجي من السجن، ولم أعلم بغدر المليشيات".
"مقابر الأحياء"
بعد شهر من خروجه من المعتقل عاد إليه مرة ثانية، وكانت أقسى من سابقتها، أوقفته نقطة المليشيات في مدخل المدينة بمنطقة الأقروض.
بالهوية طلب منه النزول من سيارة السفر، استجوبه المسلحون في نقطة المليشيات، ثم طلبوا من سائق السيارة مواصلة طريقه بعد احتجاز نزار.
نُقل مساء ذلك اليوم إلى مدينة الصالح "مقابر الأحياء". في معتقل الصالح بدأ طور جديد من مراحل التعذيب النفسي والجسدي وبشكل قاسٍ ومضاعف مقارنة بما تعرض له خلال الفترة السابقة.
بصوت يملؤه القهر، يقول نزار "لا أريد تذكر ما حدث، فكلما تذكرت أشعر بالوجع من جديد". تعرض لمختلف أنواع التعذيب: الصعق بالكهرباء، والحرمان من النوم لأيام، "لما أحاول أنام وأنا مكبل بالأيدي على الجدران جاءوا يسكبون عليّ ماء بارد. إضافة لذلك يضعون في الأعلى وعاء ملي بالماء يقطر على رأسي بشكل مستمر لأيام".
الحوثيون يمارسون في السجون كل الانتهاكات وأنواع التعذيب.. "يقومون بتعذيب مختطفين آخرين أمام عينيك كتعذيب نفسي لكل المختطفين، ويقولون سيأتي الدور عليك". يقول نزار.
ويواصل الحديث، مؤكداً أنه "تعرض وكل المختطفين المحتجزين معه في نفس الغرفة للتعليق باليدين والرجلين من يوم، والبعض يومين أو أكثر من ذلك".
أما عن الضرر يقول "إنهم يتعرضون للضرب بالعصي الحديدية، يضربون بها في الصدر والخصيتن وأحياناً في الرأس حتى يصابوا بالإغماء، وينقل البعض إلى المستشفى.
من يدخل معتقل الصالح من المستحيل أن يخرج وهو بصحة جيدة، أو حتى لا باس بها".
نزار توفيق أُفرج عنه نهاية سبتمبر الماضي وهو بحالة نفسية سيئة، إضافة أنه مهدد بفشل الكلى بعد أن أصابته نوبات السكر.
تقول والدة نزار: إنه "عاد إليها بعد أربع سنوات من الاختطاف وهو بحالة نفسية متعبة، ووضع صحي مزرٍ"، لكنه نجا من ويلات التعذيب في معتقل المليشيات بعد أربع سنوات تعرض فيها لمختلف أنواع التعذيب وما تزال اثارها على جسده ونفسيته مليئة بالصدمات النفسية".
نزار ومئات المفرج عنهم من المدنيين هم بحاجة ماسة لإعادة تأهيل نفسي وصحي لتفادي مضاعفاتها بالمستقبل.