سجون الحوثيين «مقابر الأحياء» (11): مدينة «الحديدة» سجن كبير

  • الساحل الغربي، سلسلة تقارير - ماجد الحيلة:
  • 11:02 2021/06/18

تدير مليشيا الحوثي في مدينة الحديدة، أكثر من 20 سجناً (سرية وعلنية) تعتقل فيها نشطاء ومحامين وصحفيين وسياسيين وأكاديميين وطلاباً جامعيين.
 
ويشرف على هذه السجون القيادي في مليشيا الحوثي أبوعلاء العميسي، وهو أحد المقربين من رئيس عصابة المليشيا عبدالملك الحوثي، ويشرف على ما يسمى بجهاز الأمن السياسي والوقائي في المحافظة.
 
الحكومة اليمنية ومنظمات حقوقية، وثقت اعتقال الحوثيين لأكثر من 3200 مواطن، غالبيتهم من أبناء الحديدة، منذ الانقلاب المشئوم عام 2014، بينما أفاد سكان محليون بأن حملات الاعتقالات الشرسة زادت وبدأ ينفذها الحوثيون منذ بداية عملية تحرير الحديدة على يد القوات المشتركة وما زالت هذه الحملات متواصلة حتى اللحظة، حيث اعتقلت المليشيات المئات من المواطنين واتخذتهم دروعاً بشرية.
 
وتتكتم مليشيا الحوثي على مصير أكثر من 500 مختطف من أبناء الحديدة، لم تتلق أسرهم أي تفاصيل عن حياتهم أو مكان اعتقالهم.
 
وتستمر حملات الاعتقالات تلك بنفس الوتيرة مع سريان الهدنة الأممية، وقد شهدت ارتفاعا على غير العادة في شتى مديريات المحافظة الواقعة تحت سيطرة المليشيا، وطالت حملات الاعتقالات سكان "بيت الفقيه" و"زبيد" ومديريات شرق الحديدة.
 
أما عن أبرز سجون مليشيات الحوثي بالمحافظة، والتي أصبحت مصدر رعب للسكان، قلعتا "الكورنيش" و"الشريف" التاريخيتان ومنزل الرئيس هادي، ومنازل مسؤولين آخرين، ومراكز للشرطة وسجون سرية، بينها، الحي التجاري، الرازقي، الرعيني وقسم 7 يوليو.
 
وتستخدم مليشيات الحوثي منزليْن خلف إدارة البحث الجنائي لإخفاء مناوئيها، وسجنا سريا خصصته المليشيات لمناوئيها يعرف بـاسم "حنيش" مكون من 4 غرف أرضية في السجن المركزي، و3 سجون سرية تابعة للأمن السياسي، أحدها مدرسة أهلية.
 
بالإضافة إلى استحداث المليشيا 4 سجون سرية في المنيرة شمال المحافظة بجانب سجن مؤسسة أبوالغيث بالزيدية، ومبنى لأحد الأحزاب السياسية بشارع الخمسين ونادي الضباط وسط المدينة الساحلية.
 
كما تضع المليشيا عشرات المختطفين كدروع بشرية في 3 مبانٍ سكنية في مدينة "أمين مقبل" وشارع الأربعين، وتقع هذه المدينة في مواجهة خطوط النار لجبهة القتال.
 
ويتعرض المخطوفون من أبناء الحديدة في سجون مليشيا الحوثي لشتى ألوان التعذيب النفسي، نتيجة للظروف والأوضاع السيئة في المعتقلات التي تحتجزهم بها المليشيا، ناهيك عن الترهيب والضغوط الكبيرة التي يمارسونها عليهم وتهديدهم بالقتل وإجبارهم على الاعتراف والإقرار بتهم ليست لهم أي صلة بها.
 
ففي أحدث تقرير حقوقي نشرته منظمة رايتس رادار في يونيو 2021م حول ضحايا التعذيب في سجون مليشيات الحوثي، بعنوان (قتلى تحت التعذيب)، جاءت محافظة الحديدة في المرتبة الأولى بواقع 43 حالة وفاة لمختطفين قضوا جراء التعذيب داخل سجون المليشيا.
 
منظمات حقوقية أخرى، وثقت حالات وفاة لمختطفين جراء التعذيب، وإصابة مختطفين آخرين من أبناء محافظة الحديدة ممن أفرج عنهم من سجون مليشيات الحوثي، بأزمات نفسية، مردها إمعان المليشيا في إذلال وتعذيب المختطفين والمخفيين قسراً، ومنع أسر وأهالي المختطفين من زيارة أبنائهم.
 

ذات صلة