«الغدر الحوثي».. قاتل معهم منير الشرعبي في كل الجبهات وقتلوه في شرعب
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي، سمير العبسي:
- 08:29 2021/08/27
كان منير الملقب بـ"الحشاش" من أوائل المقاتلين الذين استقطبتهم مليشيا الحوثي إلى صفوفها أثناء اجتياحها للعاصمة صنعاء أواخر العام 2014. إبراز وإعادة التذكير بالواقعة مفيذ لتكريس المعرفة بسيرة الغدر ومسيرة الخيانة الحوثية.
ينتمي منير إلى مديرية شرعب في محافظة تعز، وكان انضمامه إلى صفوف الحركة الإرهابية يعد اختراقاً، إذ لم يصل فكرها الكهنوتي إلى تلك المنطقة كما لم يتأثر أحد بادعاءاتها الكاذبة فيما يتعلق بتخفيض أسعار المشتقات النفطية وغيرها من المطالب الشعبية التي ثبت زيفها.
أخضعت المليشيا التابعة لإيران، الشاب القادم من الريف، لدورات طائفية في صعدة وذمار، ومع اشتعال فتيل الحرب، تم تكليفه بتحشيد الأطفال والشباب وتجنيدهم للقتال ضمن صفوف العصابة الإجرامية.
شارك منير في القتال إلى جانب المليشيا في جبهات عدة، وكان يعتد به من القيادات الميدانية، لكن ذلك لم ينجه من جرائمهما، إذ إنه ليس من أسرة سلالية.
والده يتحدث
يقول والده، سعيد علي الشرعبي، لـ(الساحل الغربي)، إن منير، دفع حياته ثماً للخطأ الذي انساق خلفه، ليُقتل برصاص مسلح من أبناء صعدة وسط مديرية السلام وأمام منزله.
يضيف، بحسرة، لم يكلف الحوثة أنفسهم فتح تحقيق ومحاكمة القاتل، لأنه من السلالة، ذلك يعني أن المنجرفين خلف المشروع الحوثي، يتم معاملتهم كعبيد ليس إلا، إنهم لا يمثلون أي قيمة، سوى أنهم مجرد أرقام في كشوف المقاتلين، ومن لا يقتل منهم في المعارك قتلته رصاصات غدر أبناء السلالة الهاشمية.
تعامل عناصر المليشيات مع غير المنتمين لها ينم عن ازدراء واحتقار يصل إلى رفضها إعادة جثث من يُقتلون في صفوفها.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن مليشيا الحوثي ترفض سحب جثث عناصرها من أرض المعركة، إذ كانت لأشخاص لا ينتمون للسلالة، ذلك التمييز كشف واقعاً جديداً لدى الكثير من المقاتلين، ودفعهم للهرب من الجبهات بعدما شاهدوا بأنفسهم وجه المليشيات القبيح وزيف ادعاءاتها.
وتضيف المصادر، منذ مطلع 2020م، أكثر من 13 أسرة بمحافظة تعز، تبحث عن مصير أبنائها المجندين في صفوف المليشيات، إذ لا تعرف عنهم شيئاً سوى تداول أخبار تفيد بمقتلهم، لكنها لم تتسلم جثثهم حتى الآن، فيما استدعت المليشيات ثماني أسر لدفن أبنائها دون السماح بالتعرف عنهم عبر الكشف عن وجوههم.
كما يتعرض الجرحى للتصفية الجسدية من قبل قيادات الجبهات خصوصاً ممن كانت إصاباتهم تحتاج إلى فترة طويلة للعلاج ونفقات مالية أكثر، كما يفيد أقارب الضحايا.
تصفيات غادرة
يقول مدير مديرية السلام فاروق الصوفي، إن مليشيا الحوثي أقدمت على تصفية شخصيات كانت من أوائل المساهمين في نشر الطاعون الحوثي، ودشنوا حملات التجنيد لمختلف الفئات من بينهم الأطفال وجاءت تصفياتهم بعد تمكن الحوثيين من إحكام السيطرة على المنطقة والاستغناء عن زبانيتها.
ويضيف الصوفي، إن 37 أسرة بالمديرية قتل أبناؤها في 2020، بينهم 5 أطفال استدرجتهم للقتال في صفوفها، وما تزال بعض جثامينهم مجهولة، فيما ارتكبت مليشيات الحوثي أكثر من 15 عملية قتل بالمنطقة استهدفت أبرز الشخصيات المساهمة بتوسع سيطرة الحوثيين، ونتيجة لما يحدث انسحب عدد كبير من المجندين من صفوفها وتمكنت من اعتقال 10 مجندين ولم تفرج عنهم إلا بعد أن فقدوا صوابهم من هول التعذيب.
وفيما تعيش مناطق سيطرة المليشيات على صفيح ساخن وغليان شعبي على الممارسات العنصرية التي باتت واضحة للجميع، زادت المليشيات الحوثية من عمليات القمع والاعتقال بل والقتل خشية تنامي عمليات الرفض الشعبي التي قد تصل إلى طردها من تلك المناطق.