من الساحل الشرقي (7)- محمية حوف "غابة الضباب" تتأنق.. لكن النفايات تلطخ سندسها الأخضر!

  • حوف-المهرة، الساحل الغربي، عبدالملك النمري:
  • 08:19 2022/06/27

- تعد المحمية إحدى أكبر الغابات الموسمية في شبه الجزيرة العربية
- تضم حوف ثلاثة تجمعات حضرية وتشتمل على 18 تجمعًا قبليًا
- يعتمد أفرادها إما على الصيد أو الزراعة أو تربية المواشي 
 
قبل أن تنزل السحبُ إلى مستوى التربة على هيئة ضباب كثيف..
وقبل أن تفتح السماء أبوابها وتهطل زخات متقطعة..
وقبل أن يصبح الجو بارداً ومنعشاً والندى ينضح من كل مكان..
قبل أيام قليلة؛ لم تكن محمية حوف إلا جبالاً طاردة، بمتوسط درجة حرارة تتجاوز الـ35 درجة وجفافٍ قاسٍ عرَّى التربة وجرد الأشجار من ظلها.!
 
يحبس جمال حوف الأخاذ أنفاسك وتتكفل القمامة بالتضييق عليها!
يحبس جمال حوف الأخاذ أنفاسك وتتكفل القمامة بالتضييق عليها!
 
اعتباراً من شهر يوليو/ تموز من كل عام، وقد يسبق ذلك بأسبوع أو أسبوعين، تدخل محمية حوف، الواقعة على مسافة 120 كيلومتراً من مدينة "الغيظة" عاصمة محافظة المهرة، تدخل فعلياً في فصل الخريف، موسم تأنقها المطلق.
 
تطل المحمية على بحر العرب وتحاذي السواحل الجنوبية على امتداد يقدر بحوالى 60 كيلومتراً من جبل "رأس فرتك" وحتى حدود اليمن مع سلطنة عمان.
 
اطلالة ساحرة على بحر العرب وإلى القريب جزيرة نفايات!
اطلالة ساحرة على بحر العرب وإلى القريب جزيرة نفايات!
 
تضم حوف ثلاثة تجمعات حضرية هي: رهن وجاذب وحوف، وتشتمل على 18 تجمعًا قبليًا يعتمد أفرادها إما على الصيد أو الزراعة أو تربية المواشي وربما على المهن الثلاث مجتمعة.
 
مع مَقدَم الخريف يتعين على كل هؤلاء السكان أخذ الشمس في عناق وداعي طويل، نظراً لأن الضباب سيحجبها ولن تسطع ثانية ابتداءً من يونيو وحتى منتصف سبتمبر/ أيلول، ولذلك تعرف حوف بأنها غابة من الضباب أو جنة الضباب، على مدار ثلاثة أشهر من كل عام على الأقل.
 
 
وتبلغ مساحتها حوالى 30,000 هكتار، أي ما يساوي 90 كيلومتراً مربعاً. وفقاً لبيانات الهيئة العامة لحماية البيئة. ويبلغ أعلى ارتفاع فيها حوالى 1,400 متر فوق مستوى سطح البحر. تبعاً للمصدر ذاته.
 
تعد المحمية إحدى أكبر الغابات الموسمية في شبه الجزيرة العربية، وتهطل الأمطار فيها بمعدل سنوي يتراوح بين 300-700 ملليمتر، وهي مدرجة كمحمية برية طبيعية منذ عام 2005، باعتبارها موطناً للعديد من النباتات والطيور والحيوانات، بعضها نادرة.
 
 
مرصد الصراع والبيئة (CEOBS)، مرصد دولي معني بشؤون البيئة، حذر في تقرير من أن النظام البيئي في محمية حوف بدأ في الانهيار خلال السنوات الأخيرة، مع زيادة عدد السكان والماشية.
 
وقال إن التنمية جلبت أيضًا ضغوطًا جديدة على المحمية، مثل الصيد والتخلص من النفايات الصلبة والحصاد الجائر للخشب.
 
 
إقرأ أيضاً:
- من الساحل الشرقي (6): جولة مصورة تحبس الخيال إلى جبل "مومي" وكهف/ معبد "حوق" في سقطرى.. عودة إلى القرن الثالث للميلاد!
- من الساحل الشرقي (5)- كابوس يعزل سقطرى عن البر اليمني خمسة أشهر.. حيل التجار تُفاقم الأسعار
- قصة مصورة- من الساحل الشرقي (4): موسم صيد طائر السلوى!
- من الساحل الشرقي (3): في الأعياد أبواب المهريين كقلوبهم مفتوحة
- ملف مصور- من الساحل الشرقي (2) : سقطرى.. متحف ما بين "تمريدة" و"بحيرة النيزك" و"دوكسم"
- ملف مصور- من الساحل الشرقي (1) : سقطرى.. «كما تركها صالح»!
 
الشارع الرئيسي في مدينة حوف، إنه ليس نظيفا!
الشارع الرئيسي في مدينة حوف، إنه ليس نظيفا!
 
غير أن التهديد الأكبر الذي يواجه حوف، من وجهة نظر المرصد، هو ضعف حضور رقابة السلطات، فعلى الرغم من أن المحمية جاذبة للزوار إلا أن إدارة المتنزه غير متطورة. وهناك شكاوى من إلقاء القمامة والصيد الجائر والحرائق.
 
ومن المؤسف أن ما أشير إليه في التقرير واقعي بمعنى الكلمة، على الأقل فيما يتعلق بالقمامة. فحيث ما وليت وجهك ترى جزر نفايات بلاستيكية، وهو مشهد متوقع وحتمي ليس لانخفاض وعي الزوار بل وأيضاً لأنه لا وجود لبراميل رمي القمامة في جميع الأنحاء، ناهيك عن لوحات التذكير والتحذير!
 
>> 
 
 
 
 

ذات صلة