قصة مصورة- من الساحل الشرقي (4): موسم صيد طائر السلوى!
- المهرة، الساحل الغربي، عبدالملك النمري :
- 06:55 2022/05/11
بالرغم من أن صيدها بات جزء من موروث ثقافي، فإن هذا يتجاور مع أسطورة متداولة، مفادها "أن هذه الطيور هبة من الله تنزل من السماء على شكل جمل ثم يبدأ حجمها بالتقلص إلى أن تصل إلى حجم العصفور، ولا يجوز صيدها"..
في محافظة المهرة الساحلية باشر المهريون في الأسبوع الأول من شهر مايو/ أيار الجاري، نصب الشباك خاصتهم، ولكن هذه المرة حول الأشجار لاصطياد مئات من الطيور المهاجرة التي يسمونها "السلوى".
المواطنون هنا يزعمون أن هذا الطائر الصغير القادم إلى محافظتهم هو طائر السلوى المذكور في القرآن؛ لذلك فهم يرقبونه بالفخاخ كل عام كنعمة إلهية جزيلة، حريصون على أن ينالوا قدراً وافراً منها.
إقرأ أيضاً:
- من الساحل الشرقي (3): في الأعياد أبواب المهريين كقلوبهم مفتوحة
- ملف مصور- من الساحل الشرقي (2) : سقطرى.. متحف ما بين "تمريدة" و"بحيرة النيزك" و"دوكسم"
- ملف مصور- من الساحل الشرقي (1) : سقطرى.. «كما تركها صالح»!
حول الأشجار ينصبون شباكهم لاصطياد طائر السلوى
يبدأ موسم الصيد في شهر (مايو)، يتقدم أو يتأخير قليلاً، وحتى منتصف شهر (يونيو)، عدا أن المهريين يعرفون حلوله بمجيئ طائر يشبه السلوى لكنه أكبر حجماً، وهذا ما يطلقون عليه اسم "مقدم السلوى".
إذن، ما إن تبدأ أسراب طائر السلوى، ويسمى أيضًا السَّمان، بالتوافد إلى قرى وصحارى المهرة، إلا "ويخرج الكبير والصغير للصيد، وحتى المرأة تشارك في هذه التظاهرة النادرة". يقول أنور كلشات.
يؤكد كلشات بأن هذا الحدث السنوي "أصبح جزءاً من الموروث الثقافي لأبناء المحافظة الذين ينتظرونه بفارغ الصبر".
الطيور تهجع خلال إقامتها المؤقتة على الأشجار في الأودية والأماكن الزراعية خارج المدينة بالطبع، "ويذهب الناس في الصباح الباكر لاصطيادها والبعض قد يسري باليل ليحجز شجرته والمكان الذي توجد فيه هذه الطيور".
ويستخدم في الاصطياد شباك أفضلها يعرف بـ"المغوير" حيث يُغطى بها جانباً من الشجرة، ويمتد من أسفلها إلى الخلف ممر أشبه بالمدرج طوله بين الثلاثة والخمسة أمتار وعرضه غالباً لا يزيد عن نصف متر، هذا الجزء من الشبكة يسمى "المدرق".
على أن عميلة الاصطياد تسير على هذا النحو: مطاردة الأطفال والكبار الكثير من طيور السلوى ويعملون على استدراجها إلى أن تحط على الشجرة المحاطة بالشَّبك، وهنا تأتي مرحلة محاصرتها حتى تتدافع إلى ذلك الجزء الناتئ من الشبكة.
ويصاحب اصطياد السلوى، كما يوضح كلشات، استخدام "العديد من الحيل وأيضاً الأهازيج والكلمات الخاصة من مثل: التصفير بطريقة خاصة لتدريج التطير، إنشاد أهزوجة ”ايقرقحوه بالحجر نحن بغينا الخطر“".
ونظراً لأعدادها الهائلة، يتمكن السكان من اصطياد كميات كبيرة من طيور السلوى "قد تصل إلى خمسمائة عُدة" في المرة الواحدة، والعُدة هذه هي وحدة حسابية مهرية، بالتأكيد، تعني خمسة طيور مجتمعة، وتستخدم لتسهيل عملية الحساب.
تدور حول هذه الطيور أسطورة يوردها أنور كلشات قائلا: "يعتقد المهريون وعلى مر عصور أن هذه الطيور هي هبة من الله تنزل من السماء على شكل جمل ثم يبدأ حجمها بالتقلص إلى أن تصل إلى حجم العصفور لذلك يعتقدون أنه لا يجوز بيعها فقد يغضب الله عز وجل وحينها لن تأتي هذه الطيور مرة أخرى".