تعز.. امتحان الشرعية والتحالف: «الحصار يقتلنا»
- تعز، الساحل الغربي، حسين الفضلي:
- 03:53 2022/05/21
يوماً بعد آخر يطالب أبناء مدينة تعز برفع الحصار المطبق الذي تفرضه مليشيات الحوثي على مدينتهم منذ قرابة ثماني سنوات، حيث يتجرع المواطنون خلاله شتى أنواع المآسي التي تحدق بهم في كافة المجالات كنتيجة حتمية للحصار الجائر.
نحو سبع عجاف مضت على المدينة خلفت وراءها أشكال المعاناة التي يتجرع مرارتها المواطنون بشكل يومي جراء الحصار المفروض عليهم والذي يرقى أن يكون المظلومية الأولى في البلاد والأشد وطأة على الأهالي منذ انقلاب المليشيات الحوثية.
إقرأ أيضاً:
- الأمير خالد بن سلمان يؤكد مسؤولية المجتمع الدولي لرفع الحصار عن تعز
- معين استعاد مع غريفيث بنود الهدنة: المطار والميناء والحصار الغاشم على تعز
- تقرير- مجموعة الأزمات الدولية : لا هدنة ولا تمديد بدون تعز
مآسٍ متنوعة
يرزح المواطنون في تعز تحت وطأة الحصار الهمجي الخانق، حيث ينالون منه قسطهم الأكبر من الويلات والمآسي التي يتقاسمونها بشكل يومي تحت القصف والقنص والحصار والتجويع.
في هذا الشأن يقول طه علي لـ"الساحل الغربي": "الحصار أنهكنا، ولم نعد قادرين على تحمل المزيد من الأحزان والمشاكل التي تحدث لنا جراء هذا الحصار الذي يفرضه الحوثيون علينا."
وبحسب طه، فإن الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المدينة كلفه الكثير من المعاناة، حيث فقد مصدر دخله المتمثل في باص نقل بعد أن انقلب به أثناء المرور في طرق بديلة وعرة للغاية.
فاستمرار الحصار وإغلاق المنافذ على المدينة ألجأ الناس إلى سلوك طرق وعرة وشاقة غير صالحة للسير، مما كلفهم خسائر مادية جسيمة إن لم تكن أرواحهم السباقة في ذلك.
من جهته يقول أحمد سلام، إن حصار المدينة وإغلاق منافذها حرمه من زيارة أسرته في شرعب منذ سبع سنوات، فهو يعاني من مشاكل في عموده الفقري ومحل عمله في المدينة المحاصرة ومشقة الطريق لا يتحملها جسمه المتهالك.
هدنة من طرف واحد
ومطلع أبريل/نيسان المنصرم، أعلنت الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص في اليمن التوصل إلى هدنة مؤقتة تشمل أحد أولوياتها وقف إطلاق النار لمدة شهرين وإنهاء حصار تعز وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، الأمر الذي تفاءل به كثيراً المواطنون في ربوع البلاد وفي تعز خاصة، كونه سيسهم في تخفيف وطأة المعاناة التي يعيشونها جراء الحصار.
بالمقابل ومع مرور الوقت وتقديم كافة التسهيلات من قبل الشرعية المتمثلة بفتح ميناء الحديدة ودخول السفن وفتح مطار صنعاء ووقف إطلاق النار، لا تزال جماعة الحوثي تفرض حصارها الخانق على محافظة تعز، بالإضافة إلى تواصل خروقاتها العسكرية في كافة الجبهات، الأمر الذي جعل الهدنة الأممية هدنة من طرف واحد.
يقول الصحفي والناشط الحقوقي عمران فرحان: ما زال الحوثيون يفرضون حصارهم على سكان مدينة تعز رغم الإعلان سابقًا عن هدنة أممية ذكر فيها فتح الطرق الرئيسة المؤدية من وإلى وسط مدينة تعز ورغم إعادة افتتاح مطار صنعاء أمل سكان المدينة إنهاء معاناتهم عبر فتح الطرق، لكن للأسف لم يتم ذلك.
وأضاف فرحان في حديثه لـ"الساحل الغربي": للأسف ونحن على وشك انتهاء الهدنة لم يف الحوثيون بالتزامهم بها واستمرارهم بإغلاق الطرق إضافة لانتهاكاتهم بحق السكان كان آخرها استهداف منزل مواطن في منطقة المقباب- حذران غرب المدينة، تسبب بمقتل الطفل محمود هاشم محمد علي، 5 أعوام، وإصابة كل من سعاد أحمد عبده علي (35 عامًا)، وهاشم محمد علي (40 عامًا).
مطالبات
وفي ظل الحصار الخانق وتعنت الحوثيين في تنفيذ شروط الهدنة، يطالب أبناء محافظة تعز بالإنهاء الفوري لحصار المدينة وفتح المعابر لتسهيل حركة تنقل مواطنيها وتخفيف المعاناة عن كاهلهم منذ بداية الانقلاب الحوثي.
بدوره طالب المواطن طه علي المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية والتحالف والأمم المتحدة بالجدية والالتزام المسؤول تجاه تعز وأهلها ومعاناتهم التي تجاوزت كل حد واحتمال، "لإنهاء حصار محافظة تعز، حتى نستطيع التحرك والعيش الكريم"، وهذه المطالبة كانت لسان حال أغلب من تحدثوا إلى مراسل الساحل الغربي في تعز.
وخلال الفترة الأخيرة ينظم أبناء محافظة تعز وقفات احتجاجية وحملات إلكترونية طالبوا فيها بالإنهاء الفوري لحصار المدينة، كما طالبوا الأمم المتحدة بتنفيذ الهدنة وشروطها كاملة والنظر إلى معاناة تعز كأولوية في الملف اليمني.