نوفمبر 2017م كان آخر أشهر زعيم اليمن الشهيد علي عبد الله صالح، بين أوساط شعبه وحزبه مؤتمر الشعب العام، غير أن هذا الشهر شكل زخماُ استعاد فيه اليمنيون صوت رئيسهم وحارس جمهوريتهم طيلة أكثر من 30 عاماً وهو يستعد لبسملة الكفاح الثوري من قلب صنعاء.
كانت طهران بكل ثقلها وخبثها ودناءة أذنابها في اليمن، مليشيات الحوثي، قد أنهوا مخططهم الإرهابي لتصفية آخر معاقل الجمهورية في صنعاء لإفساح المجال للمخابرات الإيرانية لملشنة عاصمة الخميني الرابعة وإحلال أدوات المرشد بدلاً عن مؤسسات الدولة.
في المقابل كان المحارب الحكيم يتخلى عن كل مرونته ويعانق بندقيته مجدداً، مستأنفا رحلة الدفاع عن الجمهورية، ومستعيدا زخم الدفاع عن صنعاء في ليالي حصار السبعين ولسان حاله إنما الموت حياة يا رفاق البندقية.
كانت قوته في إيمانه المطلق بعظمة الموت دفاعاً عن الجمهورية وحتمية المواجهة مع مليشيات الإمامة بنسختها الإيرانية الطائفية الظلامية.. كان جيشه الشعب، وحين أعلن استئناف الكفاح الثوري ضد الإمامة من قلب صنعاء كان قد استنفد كل خيارات المواجهة بالأدوات الناعمة من داخل مؤسسات الدولة.
نوفمبر الطريق والبوابة إلى ملحمة العظماء في مواجهة جحافل الإمامة ومن خلفها ملالي طهران.. أيام من الاستعداد للمواجهة بعزيمة المحاربين الشجعان وصلابة الجمهوريين وهم يكتبون فصلاً جديداً من كتاب التضحية والفداء في محراب الوطن وجمهورية 26 سبتمبر المجيدة.
صوت الزعيم كان مرتفعاً في كل الفعاليات التنظيمية التي سبقت الانتفاضة الثورية في ديسمبر.. وبصخب الصاعدين على سلم المجد أكد الزعيم ورفيق دربه وملحمة استشهاده الأمين عارف الزوكا أن الخوف عار والصمت عار وواجها كل موقف للمليشيات الإمامية بمواقف أكثر شموخا وأنفة، لأن الفرسان لا تخور عزائمهم حتى وهم يواجهون الموت في ساحات النزال.
أكثر من تحدث عن ثورة 26 سبتمبر منذ خطابه الأول في مجلس الشعب وخطاب الوداع في منزله بالثنية.. الجمهورية كانت بسملة البدايات ولفظ التشهد في لحظات الوداع.. وداع الكبار المخضب بالدم فداءً للوطن.
نوفمبر الطريق إلى ديسمبر الانتفاضة والثورة وجمهورية الشعب وامتداد الكفاح والجود بالروح والدم وخاتمة حياة ومسيرة عطاء ومسار نضال وأيام خالدة في كتاب الباذلين وتحليق باذخ لنسر جمهوري أبى إلا أن يرحل ويده على الزناد.