ضغط أممي أصلي وآخر تقليد..!

06:10 2022/05/14

تنازلت الحكومة الشرعية عن حق إصدار الجوازات للراغبين في السفر جواً عبر مطار صنعاء الدولي وفقاً لضغوط مارستها الأمم المتحدة من الأمين العام إلى مبعوثه إلى اليمن وليومين متواليين ظللت أتخيل "الضغوطات" التي تمارسها الأمم المتحدة على الحوثيين لتنفيذ تعهداتهم باتفاق ستوكهولم والهدنة السارية.
 
وبالنظر إلى حجم الضغوط "في رأسي" أخمن المقابل الذي سيتنازل به الحوثيون، والذي لا بد أن يواكب حجم خيبة الأمل التي اعترت السكان في المناطق غير الخاضعة لسيطرتهم من قرار حكومتهم؛ فلن يكون البديل أقل من فك الحصار الحوثي عن تعز.
 
طبعاً فك الحصار كانت الفكرة المسيطرة معللاً النفس بضغوط من نوع آخر تمارسها دول راعية للسلام قرنت ضرورة التوصل لحل مرضٍ لتسيير رحلات تجارية عبر مطار صنعاء بدعوات لفتح الطرق والمعابر للمواطنين في تعز وبقية المحافظات.
 
ومع مرور الوقت استسلمت الأمم المتحدة لضغط مضاد هو استمرار التعنت الحوثي في هذه النقطة بالذات، وأعترف أنني استسلمت للضغط ذاته.. لكن لا بد أن المليشيا سترضخ للضغوط الأممية والدولية مهما كان لكن تريد تلبية مطلب آخر لن يقل عن سابقه أهمية.
 
أنا متأكد أنها ستقايض الجوازات بعائدات موانئ الحديدة الثلاثة لدفع رواتب الموظفين الحكوميين أو على أقل تقدير دفعها من عائدات شحنات المشتقات النفطية المليارية التي دخلت عبر ميناء الحديدة منذ سريان الهدنة؛ أليس كذلك؟! لا لم تقم بشيء من ذلك!
 
ومع ذلك لم يستسلم عقلي، وفي لحظات تفاؤل شاطحة ذهبت بي الأفكار بعيداً إلى الحديث مع نفسي عن إمكانية مقايضة أوراق مقابل أوراق، العملة مقابل الجواز، أعني موافقة الحوثي على تداول الأوراق النقدية الصادرة من مناطق الشرعية وبالتالي تراجع كلفة تحويل الأموال إلى مناطق سيطرته للوضع الطبيعي. 
 
تعب عقلي من التفكير في أسباب عدم خروج ضغوط الأمم المتحدة والدول الراعية للسلام على الحوثيين بتنفيذ مطلب واحد هو أصلا من بنود تعهدوا بتنفيذها سواء في اتفاق ستوكهولم والهدنة، وفي نجاعة الضغوط نفسها على الحكومة الشرعية؟!
 
الظاهر أن الضغوط على الحوثي ليست من النوع الأصلي فلا عوائد موانئ للموظفين ولا فتح معابر وطرقات ولا تعاملاً بالأوراق النقدية الجديدة، وأن ما دار في ذهني مجرد أضغاث أحلام فمقابل الجوازات كان من لون آخر أحمر قانٍ نزفه أبناء الضباب في تعز الجمعة بقذائف المدفعية الحوثية. 
 
وإيماناً بنقل الحقيقة كلها، أخبركم أن أحد ضغوط الأمم المتحدة على الحوثيين والتي شاركت في ضغطها بعثتها في الحديدة أثمرت بإعادة خدمة الاتصالات للخوخة وحيس بعد انقطاع شهرين!!