لماذا أقف مع المجلس الرئاسي؟

04:08 2022/05/19

تصاعدت، مؤخراً، حدة الطروحات الناقدة والمنتقدة لمجلس القيادة الرئاسي، جزء منها يجبرك على احترام وتقدير ما ورد فيها من رؤى ومقترحات، لعلها نابعة من الثقة الكبيرة التي يحملها الكُتاب بهذا المجلس الفتي وتدفعها الرغبة الشعبية في سرعة التغيير.
 
بالمقابل حملت طروح أخرى أفكاراً غير منطقية تقوم على التشكيك في أسس المجلس وبعضها قرنت تشكيله بما أسمته "ارتهان السيادة اليمنية للتدخلات الخارجية"، وهذا يستدعي وضع علامات استفهام عن مسوغات كتابة مثل هذه الافتراءات، والهدف من ورائها؟!
 
وأنا أقرأ تلك الأفكار التي تفصل هذا الحدث عن سلسلة الأحداث والوقائع منذ الانقلاب الحوثي، استحضرت تفاصيل بضع سنوات سبقت تشكيل المجلس عشناها في المناطق المحررة حسرات وآلاماً وخيبات كانت كافية للحديث في هذه المقالة بما أنا مؤمن به كمواطن يمني وما أعتقد أنه الصواب أسوقها بمشاعر التفاؤل والأمل بأن ما ينتظرنا لن يكون -على أقل تقدير- بسوء ما مررنا به.
 
يحسب لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي أنه حقق أحد مطالب اليمنيين بتوحيد جهود القوى الوطنية وطي صفحة الماضي وبدد قلقهم من احتمالية تجدد الصراع المسلح بينها والذي لن يتوقف -إن حدث هذه المرة- إلا بالبكاء على الأطلال. 
 
ويحسب للمجلس القيادي تمكنه من توجيه البوصلة السياسية والعسكرية وإعادة توجيه المعركة الوطنية صوب العدو الحقيقي، مليشيا الحوثي، بعد سنوات من الاتهامات المتبادلة بالتسبب في الانهيار الاقتصادي والاختلالات الأمنية وانحسار رقعة السيطرة الميدانية لصالح المليشيا.
 
ويحسب للمجلس، أيضاً، أنه يعمل منذ تشكيله على تجاوز السنوات العجاف التي أرهقت السكان في المناطق المحررة وإن لم تظهر بواكيره حتى الآن لكني أتوقع جني الثمار قريباً، خدماتٍ أساسيةً وأمناً واستقراراً.
 
ويحسب لرئيس المجلس ونوابه قدرتهم على العمل بتناغم وانسجام رأينا ذلك في اتخاذ المواقف الحاسمة والبت في قضايا الشأن المحلي وما يخصنا دولياً وتوجيه الوزارات لما فيه الصالح العام ولجم المهاترات الإعلامية إلى حد كبير. 
 
من الأخير، ما سبق تشكيل هذا المجلس من أوضاع سياسية واقتصادية وعسكرية كارثية يجعلني مؤمناً بهذا المنجز الذي تحقق أقف معه مؤمناً بقدرته على قيادة عملية التوافق بين كافة الأطراف وتوحيد الجهود والقدرات لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وخلق سلام شامل وعادل ومستدام.