بشائر الساحل الغربي

02:39 2022/04/29

يحتاج المسافرون في رحلة ترفيهية إلى الفضاء الخارجي ساعتين ونصف فقط للوصول، بينما يحتاج أبناء تعز إلى 7 ساعات لاجتياز طريق لا يتعدى بضعة كيلومترات من الحوبان إلى وسط المدينة نظراً لعدم السماح بالمرور مباشرة بين المنطقتين، فأي جريمة وأي مجرم يتخذ هذا القرار؟!!
 
من أقبح ما سيذكره اليمنيون في هذه الحرب التي دخلت عامها الثامن هو تقطيع أوصال المحافظات والمدن وقطع الطرقات منعاً لمرور المسافرين المرضى وعابري السبيل والمضطرين لفراق زوجاتهم وأطفالهم بحثاً عن لقمة العيش. 
 
فالمضطرون إلى السفر براً صوب المناطق المحررة عبر طرق تسيطر عليها مليشيا الحوثي يعيشون حالة هلع وهم وغم تثني الكثير عن اتخاذ هذا القرار الصعب باعتباره مجازفة بالحياة والسلامة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
 
التعب والإرهاق والإعياء هو أهون ما يواجهه المسافرون لأيام في الطرق البديلة الوعرة وهناك حوادث السير المروعة حيث المغامرة في السفر على متن وسائل نقل متهالكة في جبال شاهقة وعبر الأودية وممرات السيول وهناك التعسفات والاحتجاز والتحقيقات والاعتقالات والعبث بالمتعلقات الشخصية في النقاط الأمنية المنتصبة.
 
وفي خضم هذا الوضع المزري تهل علينا اليوم بشائر الخير من الساحل الغربي بإعلان القوات المشتركة - من جانب واحد- فتح طريق حيس - الجراحي جنوبي الحديدة أمام حركة المواطنين والقاطرات المحملة بالبضائع والمساعدات الإنسانية.
 
 ويكفي لتعرف أهمية هذا القرار الإنساني أن المسافرين الراغبين في اجتياز الطريق بين المديريتين المتجاورتين كانوا يضطرون للسفر عبر محافظات الحديدة إب ثم تعز قبل التوجه إلى عدن و العودة مرة أخرى باتجاه الحديدة. والطريق أيضا هو الطريق الرابط بين محافظتي الحديدة وتعز.
 
لكن هذا الأمر مرتبط بمدى تجاوب الحوثيين، فهل سيتعاملون بإيجابية ولو لمرة واحدة في هذه الأيام المباركة ويعلنون من جانبهم فتح الطريق في مناطق سيطرتهم أم سيثبتون المثبت لليمنيين بأنهم مجرد مليشيا مسلطة لإذلال اليمنيين والتنكيل بهم؟!!