يقصف قوات الساحل عشوائيا.. إعلام: "عنزة ولو طارت"!

08:29 2021/11/16

منذ أسبوع تتلقى القوات المشتركة في الساحل الغربي قصفاً إعلامياً عشوائياً عنيفاً ومضللاً من قبل وسائل إعلام قطرية وأخرى تتبع جماعات يمنية معروفة بموالاتها لدولة قطر، تعتقد أن باستطاعتها قصم ظهر دولة الإمارات بشائعات وتدليس.
 
تشن هذه الحملة الإعلامية منذ أعلنت القوات المشتركة إعادة الانتشار، والتموضع خارج المناطق المحكومة باتفاق ستوكهولم.. أي خارج المناطق التي ينص الاتفاق على أن تكون منزوعة السلاح وآمنة للمدنيين الذين أبرم اتفاق استكهولم بحجة حمايتهم وتأمينهم.
 
أخلت القوات المشتركة كيلوا 16، والمنظر، والمطار، ومدينة الصالح، ومحيط مجمع مصانع إخوان ثابت، ومطاحن البحر الأحمر، وشارع صنعاء في مدينة الحُديدة.. كما أخلت مديرية الدريهمي والجاح في مديرية بيت الفقيه، وبعض المناطق في مديرية التُحيتا.
 
وبدلاً من أن تقابل ميليشيا العصابة الحوثية هذه الخطوة بخطوة مماثلة، حسب اتفاق ستكهولم الذي يلزمها بالانسحاب من ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى وميناء الصليف، وبقية المناطق التي حددها الاتفاق المبرم بينها والحكومة الشرعية يوم 13 يناير 2018، إذا بها تدخل المناطق التي أخلتها القوات المشتركة.. لذلك تُضرب ميليشيا العصابة، وما تزال تُضرب حتى هذه الساعة بسبب تعديها.. تُضرب من قبل القوات المشتركة، ومن قبل التحالف العربي الذي يساندها.
 
من المؤكد أن القائمين على وسائل الإعلام المشار إليها قبل قليل، يتابعون وسائل إعلام العصابة الحوثية وهي تصيح: الطيران الحربي السعودي الأمريكي الإماراتي شن غارات، عملاء العدوان شنوا هجومات بالصواريخ والمدفعية، سيروا طائرات تجسسية... الخ. ومن المؤكد أيضاً أن القائمين على وسائل الإعلام المشار إليها أعلى قد استمعوا لبيان التحالف العربي لدعم الشرعية وهو يقول: إن القوات المشتركة في الساحل الغربي نفذت إعادة انتشار وتموضع لقواتها العسكرية، وإن عملية إعادة التموضع اتسمت بالانضباطية والمرونة، بحسب ما هو مخطط له، وبما يتماشى مع الخطط المستقبلية لقوات التحالف، ووفاقا لنصوص انفاق ستكهولم، بينما الميليشيا الحوثية لم تنسحب من ميناء الحديدة، وميناء الصليف، وميناء رأس عيسى، ولم تمكن الأمم المتحدة من الإشراف على تنفيذ الاتفاق.
 
بالرغم من هذا الوضوح، فإن وسائل الإعلام القطرية واليمنية الموالية لقطر تقول هو انسحاب انسحاب.. يعني عنزة ولو طارت، كما يقول المثل الشعبي عندنا.. فقد استغلت عملية إعادة الانتشار والتموضع، وفرحت بمخالفة ميليشيا العصابة لاتفاق ستكهولم، فشنت -وما تزال تشن- حملة إعلامية مقصودة لتشويه صورة القوات المشتركة في الساحل الغربي: إنه انسحاب وليس إعادة تموضع.. إنها خيانة عظمى.. إنها كارثة.. إنه خطأ لا يمكن تكفيره.. إنه مخالف لاتفاق ستوكهولم.. إن انسحاب ما تسمى القوات المشتركة في الساحل الغربي (ما تسمى!) تم دون سابق إنذار.. لقد كان مفاجئاً للجميع.. لم يسبقه أي تفاهمات، لم تسبقه ترتيبات.. وهذه القوات المشتركة لم تبلغ أحدا بأنها ستنسحب.. فالحكومة اليمنية الشرعية تفاجأت، الأمم المتحدة تفاجأت، لجنة مجلس الأمن بشأن مراقبة إعادة الانتشار بموجب اتفاق ستوكهولم تفاجأت.. و... و... و.. فهل كان يجب على القوات المشتركة إطلاع العصابة الحوثية وهذه الجهات بخططها العسكرية؟!
 
وقد وقعت وسائل الإعلام المضللة هذه في مواقف تضحك النملة.. تزودنا بأخبار من قبيل: أكد مصدر خاص أنه كان يفترض بالقوات المدعومة إماراتياً ألا تنسحب من مديرية الخوخة، ومديرية حَيْس، التابعتين لمحافظة تعز(!).. تصاعدت العمليات العسكرية في الساحل الغربي لليمن بين القوات المشتركة، وبمشاركة من التحالف السعودي- الإماراتي من جهة، والحوثيين من جهة ثانية، عقب الانسحابات المفاجئة للقوات المشتركة! والجدير بالإشارة أن القوات المشتركة تشكلت من عشرات الألوية بقيادة الضابط الإماراتي أبو عمر منتصف عام 2019، ثم سلم أبو عمر قيادتها لوزير الدفاع الأسبق هيثم قاسم طاهر، وبرز طارق صالح قائد المقاومة الوطنية كقائد عملياتي لها.. وغير ذلك من التضليل وخبط العشواء كثير كثير.. وثمرة هذا التضليل يذهب إلى جراب العصابة الحوثية.. تباً للأحقاد السياسية.