مهرجان سفح دماء التهاميين في صنعاء

10:03 2021/09/18

نفذت العصابة الحوثية مذبحة حقيقية في صنعاء اليوم.. قتلت تسعة رجال وشبان في ميدان التحرير، كلهم من سكان تهامة، وتمت عملية القتل بطريقة بشعة تتعارض مع قاعدة (أحسنوا القتلة).. طريقة ترينا أن للعصابة ثأراً مع أهل تهامة.
 
تسعة قُتلوا دفعة واحدة، بجريرة أنهم شاركوا في قتل صالح علي الصماد في شهر أبريل 2018، بغارة جوية.. مهرجان استباحة الدماء البريئة كان ينقصه اثنان آخران زيادة على التسعة، قُتلا بسبب التعذيب أثناء التحقيق الأولي من قبل المباحث والمخابرات في الحديدة.
 
تقول العصابة الحوثية للناس، إن هؤلاء قد أدانهم القضاء، بينما هؤلاء الضحايا كانوا منذ البداية خاضعين لمحاكمة غير عادلة.. كانت هيئة الدفاع عن الضحايا قبل عامين تقول إن رئيس المحكمة غير نزيه، غير مستقل، غير محايد.
 
كان المحامون يصيحون: رئيس المحكمة يرفض إثبات شهادات الشهود التي فيها مصلحة للمتهمين- الضحايا.. رئيس المحكمة كان لديه اقتناع مسبق بكلام سلطة الاتهام التي اعتمدت على اعترافات انتزعت من الضحايا انتزاعاً تحت التعذيب الذي مات بسببه اثنان.
 
لم ينصت أحد لأصوات المحامين، ولذلك أعلنوا -حينها- تخليهم عن الدفاع لأنهم لم يستطيعوا القيام بواجبهم، ولا يقبلون لعب دور ممثل أطرش.. لقد كان يراد منهم أن يكونوا زينة!
 
تسعة قُتلوا اليوم، وقُتل قبلهم اثنان بأدوات التعذيب.. قتلوا دون أدلة موثوق بها، ودون أن يمنحوا حقهم في الدفاع عن أنفسهم أمام سلطة الاتهام، ودون محاكمة عادلة.
 
لا ينبغي ترك هذه الجريمة دون مساءلة، والعدالة تقتضي إعادة فتح هذا الملف حين تحين الفرصة المناسبة، ومن حق قرابات الضحايا استرداد أموال وممتلكات ذويهم التي صودرت بموجب الحكم الجائر، بل الحكم الباطل.
 
الصماد قُتل بهجوم صاروخي من الجو.. قتل معه تهاميون أيضاً، فلماذا انتقمت العصابة الحوثية لضحاياها من تهامة، بمن فيهم علي القوزي الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة الحديدة، الذي كان يخدم العصابة حيناً، ويعصيها معظم الأحيان.. من قبل والآن تشير الدلائل أن لا علاقة لهم بهجوم أو غارة جوية.
 
لقد جعلتهم العصابة كباش محرقة، لتعفي نفسها من مسئولية قتل الصماد بشريحة، وفيها خبراء شرائح ومدمنون على القتل بالشرائح.. هناك كثير من الشواهد والشهادات التي تضع العصابة في دائرة الاتهام.. أخف هذه الشواهد وزناً أن الصماد مطلوب قتله بسبب إظهار ميله لرفض تغلب التيار العسكري على التيار السياسي في العصابة، منذ ترأس مجلسها السياسي في العام 2014، فهل عسير عليها التخلص من معارضها الداخلي بشريحة؟
 
لقد تساءل كثيرون، لماذا اختارت العصابة الحوثية يوم 18 سبتمبر تاريخاً لهذه المذبحة الشنيعة؟ ولماذا نقت ضحاياها من أرض تهامة؟ لا نود إيقاظ المناطقية من مرقدها، فالعصابة قد قتلت عشرات الألوف من الرجال والنساء، صغاراً وكباراً، تهاميين وغير تهاميين، جرياً على عادة الأسلاف من جنسها.
 
فالإمام يحيى في مستهل إمامته أو ولايته، ثأر من الزرانيق بأوسخ وأوجع الحيل، وفعل الشيء نفسه مع أهل المقاطرة في الحجرية وإن كان بقدر أقل.. ولده الإمام أحمد ذبح عشرات التهاميين والصنعائيين والذماريين والتعزيين، قبل جلوسه على العرش، وبعده.. وأن تختار العصابة الحوثية تسعة تهاميين لتقتلهم في مهرجان سفح الدماء بالجملة، وفي ميدان التحرير، وقبل يومين من إيقاد شعلة المصيبة العامة (21 سبتمبر)، فذلك من سوء اختيارها ونحس طالعها.
 
 
.. اقرأ أيضا :