12:46 2022/03/19
09:10 2022/03/11
08:35 2022/03/05
اليوم العالمي لـ(المكلف)!
07:43 2022/03/07
اليوم، يوم الثلوث هذا، هو الثامن من شهر مارس.. عيد المرأة.. اليوم الذي قررت فيه الدول الأعضاء بالجمعية العام للأمم المتحدة في العام 1977، أن يكون يوما عالميا للمرأة، تحتفل به شعوب الأرض قاطبة، وهذا ما صار.
سنطرق بابا جديدا في هذه المناسبة.. ونقول إنه عندما يتحدث اليمني أو اليمنية عن المرأة اليمنية.. يستشهدون بشخصيتين اثنتين: هما الملكة بلقيس، والملكة أروى.
أكثر النساء اليمنيات ثقافة، وأخلصهن نضالا في مجال الدفاع عن حقوق النساء، تجدهن حين ترد مناسبة للفخار بمكان المرأة اليمنية، يستشهدن بيتيمتين اثنتين هما بلقيس واروى.
ولو تفضلت الحكومة بمديحها للمرأة، أو قررت تخليد واحدة من اليمنيات ابارعات، أصدرت قرارات من قبيل:
يسمى المعهد الفلاني معد بلقيس.
تسمى مدرسة كذا مدرسة أروى.
ولذلك تجد كثيرا من المعالم قد سميت باسمين.. مدرسة اروى، شارع أروى، جامعة الملكة أروى، كلية بلقيس، مدرسة بلقيس، وكأنما اليمن انجبت بلقيس وأروى وبعد ذلك أصيبت بعقم أزلي، ولم يأت بعدهما أي امرأة يمنية فذة.
نرجو أن لا يساء فهم كلامنا هذا.. بلقيس على العين والرأس،.. أروى بنت الصليحي على العين والرأس.
لا خلاف بيننا أن بلقيس هامة كبيرة في التاريخ اليمني.. قائدة فذة.. حكيمة.. مؤثرة.. عبقرية.. أبوها في اللحظة الأخيرة من حياته، أي وهو ينازع الموت قال عنها أمام الوزراء والمستشارين وكبار القوم، قال- كما يقال-: أني رأيت الرجال، وعجمت أهل الفضل، وسبرتهم، وشهدت من أدركت من ملوكها، فلا والذي أحلف به، ما رأيت مثل بلقيس رأيا وعلما وحلما.
ودعكم من هذا، فاكبر شاهد لعظمة هذه المرأة هو القرآن الكريم.. فقد حكا جانبا من حكايتها، وامتدح قيامها بأخذ مشورة الفاعلين من حولها، دليل على ميلها لإشراك الآخرين وعدم الاستبداد في الرأي، والتفرد باتخاذ القرار وتنفيذ القرار، وامتدح القرآن حكمتها وسداد رأيها.. وقد فعلت ذلك في قضية تتعلق بإعلان حرب مع الملك اليهودي سليمان، بينما قرار الحرب لم يكن ذات يوم موضوع نقاش أو مشورة.. لكنها حاورت وشاورت واستشارت من أجل مصالح الشعب الذي تحكمه، فقولوا لها: كري(كبي)، ونحن بعدك.
كذلك الشأن عندنا بالمنسبة للملكة أروى بنت أحمد الصليحي.. لا خلاف حول هذه العظيمة التي لعبت دورا كبيرا في تاريخ الشعب اليمني.. حكمت بعدل.. أنشأت مدارس.. أحدثت نهضة عمرانية.. فقيهة بمعنى فقيهة.. وأديبة، وفي عهدها ازدهرت الحركة الأدبية.. ونذرت نفسها لشعبها، حتى قيل إنها لم تستمتع بزوجها منذ اليوم الأول لتوليها الحكم إلى أن رحلت.. كانت تقول لزوجها أنا أدبر شئون الملك لا اصلح للفراش!
نحن لسنا نختلف حول هاتين.. ولا حول غيرهن من النساء اليمنيات العام المؤثرات في الماضي.. ليفخر كل يمني بهن، وليذكروهن في الكتب المدرسية، ليسمون مدارسهم بأسمائهن.
لا نستكثر على بلقيس أن اسمها يذكر حين نريد ضرب مثلا راقيا عن المرأة اليمنية، هي تستحق، ولا خلاف على أروى، فيه تستحق التخليد.. و في الماضي كان هناك يمنيات كثر برزن وبرعن في السياسة والحكم والفقه والأدب والتأليف وغير ذلك من المجالات.. وتخليدهن لا يثير حفيظة أحد.
لكن يا جماعة الخير، في أخريات جئن بعدهن.. في يمنيات بارزات خلال القرن العشرين.. وموجودات في هذا الوقت الذي نحن فيه، فلماذا لا نقدرهن حق قدرهن؟
أطلقتم اسم بلقيس على هذي المدرسة، وتلك الكلية تخليدا لها، وقلتم مدرسة أروى، وشارع أروى، شكرا لكم يا حكومة.. لكن لماذا نساء اليمن العظام المعاصرات خارج الحساب؟
مثلا، مثلا يعني، حميدة زكريا، هذي يمنية من الوزن الثقيل، هي أول امرأة تحصل على مرتبة قاضي، كانت قاضية في محكمة.. أول امرأة تتقلد هذا المنصب على مستوى الوطن العربي بل على مستوى العالم الإسلامي. فشي شارع باسمها، أو مدرسة؟ لا يوجد.. لا يوجد أي معلم مسمى باسم أمة العليم السوسوة.. لا مدرسة ولا كلية ولا شارع ولا زغط حتى.. ولا باسم الدكتورة رؤوفة حسن الشرقي، ولا عايدة علي سعيد، ولا ولا لا ولا.
وقلك هن (مكالف عزك الله).. أما عندنا فنثق أن مستقبل اليمن وشعب اليمن معقود على أقدامهن وحقائبهن المدرسية.