ماتت مروءة الجماعة الحوثية.. وتصريح الدفن من النائب بشر

09:00 2021/05/28

قبل أيام استمعنا إلى عبده بشر عضو مجلس النواب في صنعاء، وهو يقدم ما يشبه المرافعة في إحدى جلسات المجلس التي دعي إليها عبد العزيز بن حبتور وأعضاء حكومته.. ونورد هنا طرفا من تلك المرافعة، قال: يا إخواننا عيب، عيب، عيب.. هذا أمر مسيء للشعب اليمني، مسيء للأسر اليمنية.. هناك الآن موضة جديدة اسمها الدعارة.. يخفون نساء ورجال قسريا، أو يحتجزون نساء في مكان سري، أو في سجن خاص، أو سجن رسمي، ويلصقون بعرضه تهماً كيدية: ممارسة دعارة، مشاركة في شبكة دعارة، إدارة شبكة دعارة.. فقدموا المجتمع اليمني على صورة مجتمع (ما بش معه مهرة) سوى الدعارة.. الذين يديرون سجوناً سرية خاصة، ويقومون بالاعتقال والاحتجاز وتلفيق التهم للأبرياء ربما هم أشخاص فارغين، وكان على الجهات المختصة الإمساك بهم، لكن ما يحدث بالضبط هو أنها تكلفهم بهذه المهام القذرة.. (يجي واحد يتمفرغ، على الأقل أمسكوه، أما ترسله أنت، يا أخي عيب، عيب مثل هذه الأشياء، عيب عيب).
 
وعرض النائب عبده بشر أدلة تدعم مرافعته: ملفات تتضمن اعترافات نساء أنهم كلفوهن باستهداف شخصيات عامة.. تعتقد الجماعة الحوثية أن هذه الشخصيات معارضة لها.. وعرض وثائق تؤكد أن مسئولين في أجهزة الأمن لديهم سجون خاصة.. وعرض قوام بأسماء نساء ورجال مستهدفين.. وقائمة فيها أسماء بعض المحققين مع أولئك المستهدفين.. وعرض لائحة بالأماكن التي تم فيها التحقيق.. وعرض قائمة بأسماء السجون السرية الخاصة وبعض السجون الرسمية التي يتم فيها احتجاز النساء.. وعرض رسائل مكتوبة من النيابة العامة، ومن المنتدى القضائي.. وعرض أمراً من قاض إلى مدير عام البحث الجنائي يطلب منه اعتقال شخص توفرت أدلة تؤكد أنه شكل عصابة مسلحة، وأنه احتجز نساء في سجن خاص به.. فإذا بوزير الداخلية الحوثي يصدر قراراً بنعيين ذلك الشخص مديرا عاما للبحث الجنائي.
 
وقال عبده بشر في مرافعته: يعتقلون ويحتجزون ويخفون -قسرياً- نساء ورجالاً في تلك السجون، وبعد فترة يطلقون سراحهم، وحين تسألهم لماذا، ألم تقولوا دعارة وما دعارة؟ فيردون: (مابش عليهم شي)!!
 
وقد قلنا في البداية إن هذا طرف من المرافعة، وهي مرافعة طويلة وحامية، وفيها زيادة على ما أوردناه في السطور السابقة، إذ إن غرضنا هنا تسجيل ملاحظتين معتبرتين:
الملاحظة الأولى، هي أن ما ورد في التقارير الأممية وتقارير منظمات غير حكومية بشأن جهاز الزينبيات  صحيح.. وأن الفيديوهات التي نشرت لنساء يدلين باعترافات عن تكليفهن بتوريط شخصيات عامة في فضائح جنسية، لم تكن من تدبير خصوم (أنصار الله) الأتقياء.. كما أن مرافعة النائب بشر تؤكد -ولو بأثر رجعي- صحة التصريحات التي نسبت إلى انتصار الحمادي، التي قالت لزوارها قبل ثلاثة أيام إن سفلة الجماعة الحوثية أكرهوها على الشهادة ضد نفسها، حيث جعلوها تبصم على محاضر وهي معصوبة العينين، وإنهم اقتادوها إلى مكان مخصص للدعارة....
 
والملاحظة الثانية، هي أن الجماعة الحوثية التي طالما ادعت أنها مهمومة بالأخلاق، وأن الله شرفها بالدفاع عن الهوية الإيمانية، هي جماعة معادية للأخلاق والفضيلة.. هي الجماعة الوحيدة اليوم التي ماتت المروءة فيها، كما ماتت في قوم فتاة الشاعر عبد المهدي النجفي الشيعي العراقي الذي قال:
مررت على الفضيلة وهي تبكي
                  فقلت علامَ تنتحب الفتاة؟
فقالت كيف لا أبكي وقومي
         جميعهم من دون خلق الله ماتوا؟!