مصدران: لا مفاوضات وتحذيرات بريطانيا تبخرت وبعثة الحديدة تنصلت.. مصدر أممي: "صافر" سلاح حوثي في معركة

  • الحديدة/ المخا، الساحل الغربي، هبه حجري وأمين الوائلي
  • 11:38 2021/10/08

كشف مصدران مطلعان، أن المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة مع مليشيا الحوثي في اليمن بشأن تقييم وضع الناقلة المتهالكة "صافر" قبالة رأس عيسى شمال الحديدة وأحد الموانئ الثلاثة المشمولة باتفاق السويد 2018 بغرض وضع خطط طوارئ "قد باءت بالفشل، وأنها توقفت منذ آخر محاولة قبل شهرين وحتى الساعات الأخيرة".
 
ونقلت تقارير حديثة تحذيرات جديدة من احتمالية وقوع المحذور الأعظم وذهاب الصهريج العائم المعبأ بأزيد من مليون برميل من النفط إلى الغرق وتلويث بيئة البحر الأحمر في المياه الإقليمية والدولية والممر الملاحي، وهناك تحفز ومخاوف لدى عدد من الدول الإفريقية المشاطئة، وتشكو عواصم من مخاطر الجمود الذي يعطل جهود تلافي الكارثة.
 
البعثة تنصلت
 
قال أحد المصادر القريبة من البعثة الأممية في الحديدة للساحل الغربي، نهاية الأسبوع الجاري، إن "البعثة أخلت مسؤوليتها تماما وتنصلت من هذا الملف باعتباره خارج مهام ولايتها". 
وقال مصدر ملاحي ومسؤول سابق على اطلاع "إن الأمم المتحدة لا تفعل شيئا تجاه الحوثيين الذين يفرضون رأيهم رغما عن كافة النداءات الدولية ومطالبات مجلس الأمن المتكررة".
 
وأعربت الأمم المتحدة مرارا عن مشاعر الخيبة والخذلان إزاء النتيجة نفسها التي تخلص إليها المفاوضات بشأن بروتوكول يسمح بوصول فريق تقييم للأضرار في الناقلة المتهالكة طوال ثلاثة أعوام من المباحثات. ومؤخرا انتهى الأمر باتهام المتمردين للمنظمة الدولية بالمسؤولية في تعثر الحلول والمعالجات، الأمر الذي أنكرته الأمم المتحدة بشدة ونحت باللائمة على الحوثيين واشتراطاتهم التي لا تنتهي.
 
تحذيرات بريطانيا تبخرت
 
ومع ذلك، يشير مصدرنا الأخير إلى عدم جدية المجتمع الدولي وبالخصوص بريطانيا التي تتولى مسؤولية الملف اليمني في مجلس الأمن الدولي، مذكرا بتلميحات بريطانية صدرت قبل أشهر حول إمكانية أخذ إجراءات وعقوبات في مجلس الأمن، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث لتتفاقم الأزمة وتزداد نسبة احتمالات جنوح/ غرق الصهريج المفخخ أو انفجاره، في ظل تقارير متزايدة حول اتساع حجم الأضرار والتسربات وتهالك جسم الناقلة التي لم تخضع لأي صيانة وتقييم منذ اندلاع الحرب - وسيطرة المتمردين المدعومين من إيران على السلطة بالقوة في سبتمبر 2014.
 
سلاح في معركة
 
إلى هذا كشفت مجلة أمريكية، في تقرير حديث، عن جدية التحذيرات بشأن تفخيخ الناقلة، وقالت نيويوركر، إن الحوثيين لغموا الناقلة وأحاطوها بالألغام البحرية والمتفجرات ويستخدمونها كسلاح.
 
ويتطرق التقرير، إلى كيف أعطت أزمة الناقلة صافر الحوثيين فرصا كثيرة للمراوغة والضغط بها على باقي القضايا الشائكة والمعقدة مثل تفتيش السفن وحظر تدفق الأسلحة إلى اليمن عبر ميناء الحديدة. وأعطتهم "صافر" نفوذاً في مفاوضات أوسع بشأن الحرب في اليمن.
 
وأكد مصدر أممي آخر، بحسب التقرير، أن السفينة جزء لا يتجزأ من دفاع الحوثيين عن الحديدة. ويلفت التقرير إلى أن الحوثيين لم يكتفوا بتفخيخ المياه المحيطة بالخزان، بل تراود عاملين في الأمم المتحدة شكوك بأن السفينة نفسها باتت ملغمة. وينقل قلق بعض هؤلاء العاملين من أن الحوثيين ربما قاموا بالفعل بتلغيم السفينة، في عام 2020، أثناء الاستعدادات لتفتيش لم يحدث قط، ونصح أحد خبراء الأمم المتحدة بفحص السفينة بحثًا عن ألغام أو متفجرات أو أجهزة متفجرة.
 
ونقلت المجلة اعتراف أحد المفاوضين الحوثيين بأن صافر تستخدم كسلاح من قبل جماعته. قال إبراهيم السراجي: "سواء كانت سفينة جديدة أو سفينة قديمة أو سفينة متحللة، لا يزال بإمكاننا استخدامها كدفاع عسكري في معارك الحديدة. لن يغير أي شيء إذا اتبعت الأمم المتحدة الاتفاق أو لم تفعل ذلك. لن يغير وضع صافر، من وجهة نظر عسكرية".
 
وقالت المجلة في تقرير "السفينة التي أصبحت قنبلة"، إنه "لا أحد يعرف مواقع المتفجرات التي تحيط بالسفينة، نظرا لأن الخبير الحوثي المسؤول عن زرع الألغام في المنطقة قد قُتل، بحسب مصادرها في رأس عيسى".
 
.. المزيد :

 

ذات صلة