أجواء أزمة دولية تعكسها الأمم المتحدة مع تقادم العجز العالمي عن اتخاذ خطوات لإنقاذ اليمن والإقليم من الكارثة.

 

طالب مجلس الأمن الدولي في بيان الخميس 3 يونيو/ حزيران 2021م المتمرّدين الحوثيين بالسماح لمفتّشين دوليين بأن يتفقّدوا "بدون تأخير" الناقلة النفطية المتهالكة "صافر" الراسية قبالة سواحل اليمن/ البحر الأحمر (شمال الحديدة) والتي تهدّد بحدوث كارثة تسرّب نفطي.

 

* اقرأ : مثال مصغر لكارثة "صافر" في البحر الأحمر.. تواجه سريلانكا كارثة بيئية مع غرق السفينة (صور)

 

أصدر المجلس بيانه في ختام جلسة عقدها بطلب من بريطانيا بعدما أعلن المتمرّدون الحوثيون أنّ مساعي السماح لبعثة التفتيش التابعة للأمم المتحدة بتفقّد السفينة وصلت إلى "طريق مسدود".

 

*  «معاينة صافر».. الأمم المتحدة تقول إنها أنفقت 3.35 مليون دولار لكن الحوثيين تراجعوا

 

*  الأمم المتحدة: إرسال الخبراء "لن يؤدي إلى إنهاء خطر تسرب النفط" من الناقلة صافر

 

عقد المجلس يوم الخميس مساء بتوقيت نيويورك جلستين علنية ومغلقة. وحذرت الأمم المتحدة من سيناريوهين كارثيين.

 

وفي بيانه حضّ أعضاء مجلس الأمن الـ15 المتمرّدين الحوثيين على "تسهيل وصول آمن وغير مشروط لخبراء الأمم المتّحدة لكي يجروا تقييماً محايداً وشاملاً، بالإضافة إلى مهمة صيانة أولية، بدون تأخير".

 

The FSO Safer is an environmental disaster waiting to happen.

🇺🇳UN inspectors still await access to the ship.

❗️If nothing is done, 1.14 million barrels of oil could leak into the Red Sea. #Yemen #UNSCpic.twitter.com/nviMcePqgj

— UK at the UN 🇬🇧 (@UKUN_NewYork) August 18, 2020

 

وخلال الجلسة أبلغ مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أعضاء مجلس الأمن أنّ بعثة المفتّشين "لا تزال على استعداد للذهاب" إلى اليمن لتنفيذ مهمّتها.

 

*  منظمة دولية تحذر من انفجار خزان صافر في أية لحظة

 

ووضعت السيّدة آندرسون سيناريوهين محتملين بشأن ما يمكن أن يحدث في صافر، وهما إما تسرب محتمل للنفط، أو حدوث انفجار في الناقلة.

 

وقالت: "سيؤثر ذلك بشكل مباشر على ملايين الأشخاص في دولة تعاني فعلا من أكبر حالة إنسانية طارئة.. وإذا حدث تسرب، قد تتضرر نظم بيئية بأكملها، وقد يستغرق الأمر عقودا لتنظيف النفط المتسرب".

 

 مشاعر "حيرة" و "استياء" تجاه الموقف الأممي والدولي "الفاتر والمتساهل" مع تراجع الاهتمام بنذر كارثة كبيرة تتهدد بيئة البحر الأحمر والدول المشاطئة بسبب تجاهل الوقت النازف وممانعة الحوثيين لصيانة الناقلة صافر.

 

وقالت رينا غيلاني المسؤولة في أوشا إنّ هذه المهمّة "ستظلّ جاهزة ما دام لدينا تمويل من المانحين".

 

لكنّها حذّرت من أنّ "بعض هذه الأموال سيبدأ بالنضوب قريباً، لذلك نأمل أن تبدأ الأمور بالتحرّك بسرعة أكبر بكثير".

 

ومنذ سنوات تحاول الأمم المتحدة تأمين هذه السفينة والحؤول دون حدوث تسرّب نفطي كارثي، لكنّها لم تتمكّن من ذلك بسبب رفض الحوثيين الذين يسيطرون على ميناء الحديدة الراسية قبالته الناقلة السماح لمفتّشيها بالوصول إلى السفينة.

 

*  "قنبلة صافر العائمة": هل تعلـّم العالم أي شيء من الانفجار المدمر في مرفأ بيروت؟

 

*  حركة بطيئة لمنع الكارثة.. قنبلة "صافر" أداة مساومة حوثية على وشك التهام بيئة البحر الأحمر (صور)

 

 

لكن في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر أعلنت الأمم المتحدة أنّ المتمرّدين الحوثيين وافقوا على أن تُرسل خبراء لإجراء عملية فحص وصيانة أولية للناقلة النفطية، معربة عن أملها بأن تتمكّن من تنفيذ هذه المهمة بنهاية كانون الثاني/يناير أو مطلع شباط/فبراير، وهو موعد لا ينفك يتأخّر مرة تلو الأخرى.

 

*  صور الأقمار الصناعية: الناقلة «صافر» بدأت بالتحرك من مكانها

 

*  مجلس الأمن: تحميل الحوثيين مسؤولية كارثة "صافر" وتلويح بـ"خطوات"

 

و"صافر" التي صُنعت قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1,1 مليون برميل من النفط الخام يقدّر ثمنها بحوالى 40 مليون دولار. ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015 ما أدّى الى تآكل هيكلها وتردّي حالتها. وقبل عام تسرّبت مياه إلى غرفة محرّك السفينة وهي اليوم مهدّدة بالانفجار أو الانشطار في أي لحظة مما سيؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه البحر الأحمر.

 

وتحذّر الأمم المتحدة من أنّ حصول تسرّب نفطي من شأنه أن يدمّر النظم البيئية في البحر الأحمر وأن يضرب قطاع صيد السمك في المنطقة وأن يغلق لستة أشهر على الأقلّ ميناء الحديدة الذي يُعدّ شرياناً حيوياً لليمن.

 

 

وبالإضافة إلى معالجة تآكل بدن السفينة، تتطلّب صيانتها إيجاد حلّ للغازات القابلة للانفجار الكامنة في خزّاناتها.

 

وسبق للأمم المتحدة أن أعلنت أنّ الحوثيين أعطوا موافقتهم المبدئية على مجيء فريق أممي لتفقّد الناقلة، لكنّ هؤلاء المتمرّدين المدعومين من إيران سبق لهم وأن فعلوا الأمر نفسه في صيف 2019 قبل أن يعودوا عن قرارهم في اللحظة الأخيرة عشية بدء الفريق الأممي مهمّته.

 

*  صافر.. من مورد اقتصادي إلى لعنة تهدد العالم

 

*  صور أقمار صناعية تكشف الكارثة.. بدء تسرب نفط "صافر"

 

والعام الماضي طلب الحوثيون ضمانات بأن يتمّ إصلاح الناقلة وأن تحوّل عائدات النفط الموجود على متنها لتسديد رواتب موظّفين يعملون في إدارات تخضع لسلطتهم.

 

بالمقابل دعت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إلى إنفاق أي مبلغ يتأتّى من بيع هذا النفط على مشاريع صحيّة وإنسانية.

 

*  الأمم المتحدة تلوح بـ"قنبلة صافر" في وجه "قرار التصنيف"

 

وعقد مجلس الأمن جلسته بعد يومين من إعلان الحوثيين أنّ المفاوضات بينهم وبين الأمم المتحدة وصلت إلى طريق مسدود بعد محادثات استمرّت أياماً عدّة.

 

والثلاثاء أعربت لجنة كلّفها الحوثيون التنسيق مع الأمم المتحدة عن "أسفها الشديد جرّاء تراجع الجانب الأممي عن أعمال الصيانة التي جرى توقيعُها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي". وهو ما مثل مغالطة واضحة رفضتها وفندتها الأمم المتحدة في مجلس الأمن.