"قنبلة صافر العائمة": هل تعلـّم العالم أي شيء من الانفجار المدمر في مرفأ بيروت؟
- الساحل الغربي/ الأمم المتحدة:
- 04:23 2020/11/13
شدد خبيران حقوقيان ومسؤولان أمميان (مقررا المواد السامة وحقوق الإنسان) على ضرورة السماح لفريق الأمم المتحدة التقني المستقل بالوصول الفوري إلى ناقلة النفط "صافر" العالقة قبالة ساحل اليمن منذ سنوات، في ظل تزايد المخاوف من إمكانية تسرب النفط منها أو انفجارها بما يهدد اليمن والبحر الأحمر بكارثة بيئية.
الخبيران والمقرران الأمميان المختصان تحدثا غداة إحاطة مارتن غريفيث أعضاء مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي بتأخر حل قضية الناقلة صافر (جراء تعنت مليشيات الحوثي الموالية لإيران).
وقال غريفيث إزاء القضية التي وصفها بـ "الشائكة" إنه قد "تأخّر حلها أكثر من اللازم"، مضيفا إن النقاشات مع الحوثيين تسير " بوتيرة أبطأ مما تتطلبه مسألة بهذا الحجم وبهذا القدر من الإلحاح".
تفوق 4 مرات تسرب (أكسون فالديز)
وقال ماركوس أوريلانا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالمواد السامة وحقوق الإنسان: "من المهم السماح لفريق الأمم المتحدة التقني بالصعود على متن الناقلة، إذا أردنا أي بارقة أمل في منع تهديد تسرب كميات من النفط تفوق بمقدار 4 مرات تسرب (أكسون فالديز) في ألاسكا عام 1989".
ووقعت كارثة أكسون فالديز في مارس/آذار عام 1989 قبالة ساحل ولاية آلاسكا الأميركية عندما تسرب من ناقلة النفط، التي تحمل نفس الاسم، حوالي 260 ألف برميل من النفط على مدى أيام.
أكبر قنبلة عائمة
لكن وكلاء إيران الحوثيون يحبطون كافة المساعي ذات الصلة ويستبقون الناقلة باعتبارها "أكبر قنبلة عائمة في العالم" وسلاح حرب بأيديهم.
وترسو ناقلة صافر العملاقة المتهالكة، التي دُشنت عام 1976، قبالة ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الانقلابيون الحوثيون الموالون لإيران في الوقت الراهن. وتتدهور حالة الخزان بشكل متسارع منذ أن تُركت قبل خمس سنوات بعد أن غمرت مياه البحر غرفة محركها.
وتستخدم الناقلة منذ أواخر الثمانينيات كخزان، وهي تحمل الآن نحو 1.1 مليون برميل من النفط. وفقا للأمم المتحدة، الخميس 12 نوفمبر /تشرين الثاني 2020.
وقال السيد أوريلانا إن تسرب النفط، إذا تحطم الخزان، سيدمر سبل كسب الرزق للمجتمعات الساحلية المحلية، والتنوع البيولوجي في المنطقة وسيؤثر بشكل كبير على طرق الشحن في البحر الأحمر.
ومشيرا إلى مخاطر سوء إدارة المواد الخطرة، تساءل الخبير الأممي قائلا: هل تعلـّم العالم أي شيء من الانفجار المدمر في مرفأ بيروت في آب/أغسطس؟
مليون و600 ألف يمني!
ديفيد بويد المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان والبيئة قال إن تسرب النفط من الخزان سيضر بالحق في الحياة والصحة وسلامة البيئة لنحو مليون وستمئة ألف يمني.
وأضاف أن المخاطر الكارثية لتسرب النفط يعزز إلحاح الانتقال بسرعة من الوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز) باتجاه الطاقة المتجددة.
مأساة في طور الإعداد
وأشار الخبيران إلى أن الحكومة اليمنية والمليشيات الحوثية كانتا قد طلبتا رسميا، في آذار/مارس 2018، مساعدة الأمم المتحدة بشأن خزان صافر. وذكرا أن الفريق لم يتمكن من الوصول إلى الخزان، بعد أكثر من عامين منذ هذا الطلب، بسبب عدم صدور الموافقات الضرورية.
ووصف الخبيران الوضع بأنه مأساة في طور الإعداد، وشددا على ضرورة منع حدوثها بكل السبل لحماية الشعب اليمني الذي عانى بما فيه الكفاية.