الاحتياطي الاستراتيجي للشرعية : قوات وجبهة الساحل الغربي

05:32 2021/04/20

مثل موقف الإحباط لعملية تحرير الحديدة وإيقاف القوات التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الميناء وقطع شريان الحياة الرئيس للانقلابيين الحوثيين، أكبر المحبطات في طريق المعركة الوطنية الكبيرة برمتها ومعركة الشرعية نفسها ضد الانقلاب والإجماع ضد التمرد والجماعة ضد العصابة في اليمن المغدور.
 
يصح (بل يجب) القول ودون تلعثم إن الشرعية قد لعبت - للأسف الشديد - ضد نفسها في هذه الجبهة الاستراتيجية الأكثر حيوية وأهمية على مستوى الحرب والسلام معا.
 
لقد ساعدت الشرعية، للغرابة والمفارقة، عدوها على نفسها. لم تكن في مستوى اللحظة، لأسباب واعتبارات وحيثيات كثيرة جزء منها يعود إلى حسن النية والتساهل في التعامل مع عدو لا عهد له وطالما جرعها الغدر والمكر وتمزيق كافة العهود والاتفاقات. 
 
حدث ذلك بالضد من الحماس الملتهب والمشاعر المتوقدة التي بعثتها المعركة الساحلية، وفي أجواء وزخم التجاوب الوطني العارم مع مكاسب جبهة الساحل الغربي.. والقوات تقترب من رصيف الميناء لانتزاع العاصمة الساحلية الأهم والمنفذ البحري الأكثر أهمية ومحورية في مجرى الحرب والمعركة.
 
بدا أن هناك من يسارع إلى التفريط بمكاسب استراتيجية عظيمة، حيث زهدت الشرعية بامتياز التحالف مع مصالحها وأهدافها لحسم الصراع والمعركة بما يعادل ويوفر نصف الطريق والمهمة والمعركة والحرب والوقت والجهد وإيجاز التكلفة والمعاناة والخسائر.
 
لا يمكن الحديث عن قوات المقاومة الوطنية في ذكرى انطلاقها (19 أبريل) الثالثة، ولا عن القوات المشتركة مجتمعة، بمعزل عن هذه المعطيات والتداعيات وما رافقها وما تبعها وما سوف يحدث دائما وتباعا.
 
ومن الإنصاف التنويه بحنكة وانضباط ومرونة قيادة الجبهة والمشتركة عامة وقيادة المقاومة الوطنية التي تعاملت بكل حرص ومسؤولية ونفذت خيارات وقرارات وإرادة الشرعية وقيادتها العليا رغما عن كل ألم وغبن مثله ولا يزال اتفاق ستوكهولم الذي يتضح بجلاء وبإقرار الشرعية وقيادة الحكومة نفسها أنه كان خطأ قاتل واستراتيجي أطال أمد الحرب وعمر الانقلاب والمليشيات الإيرانية حتى جاء الوقت الذي نرى حاكما عسكريا إيرانيا يتنطع في صنعاء بما أن المليشيات بقيت تتنفس وتتغذى من شريان الحديدة والميناء بل الموانئ الثلاثة.
 
قال قائد المقاومة الوطنية مؤخرا، نريد أن نكون جزء من الشرعية ومكونا فاعلا في إطارها. لا بد لهذا الخطاب المقترن بسلوك عملي متراكم أن يبلغ سمع وعقل الشرعية لإعادة الاعتبار لكل ما له علاقة بالمعركة الوطنية المصيرية وتوظيف هذه القوى والروافد بدلا من التفريط بها وإهدارها. 
 
قوات وجبهة الساحل الغربي، هي وعن جدارة، بمثابة الاحتياطي الاستراتيجي في رصيد وحساب الشرعية ولفائدة معركة استعادة الشرعية.