الوقود المغشوش والدواء الفاسد.. تجارة موت حوثية تدار بإشراف إيراني وتُسوّق كخدمات معيشية

- الساحل الغربي - خاص
- 08:40 2025/04/07
في وطنٍ لا يمرّ فيه الهواء إلا مرقّماً ولا تُولد فيه الأوجاع إلا كخدمة رسمية، تتسلّل جريمة ناعمة لكنها مفخخة.. لا تنفجر بصوتٍ عالٍ بل تنفث سمّها عبر أنابيب الوقود، فتُعبّأ خزانات السيارات بصفقات موت وتُعرض كسلع، بينما في حقيقتها هي أدوات إبادة تُدار من خلف ستار إيراني؛ لم يعد النفط طاقة للحياة بل وقوداً للقتل، حيث اختلطت أرواح اليمنيين بأرباح مهرّبة فتحوّلت السيارة إلى محرقة والدراجة إلى نعش على عجلتين وخزان البنزين إلى عبوة ناسفة تحمل توقيع "طهران".
ما يحدث في مناطق سيطرة الحوثي لم يعد يُصنّف ضمن ملفات الفساد بل دخل حيّز الجريمة المنظمة.. منظومة قتل مكتملة تُدار من دهاليز الظلام وتُشرعن تحت قبة الصمت؛ يُعاد تعريف المعيشة هناك بوصفها مقايضة بين الحاجة والهلاك؛ شركات مشبوهة تظهر كالفطريات تحصل على التراخيص بلمسة نافذ حوثي، وتُغرق السوق بوقود مغشوش، فيما الشركة الرسمية تلعب دور "العرّاب" تبارك الجريمة وتقبض عمولتها بدم بارد، بينما المواطن يُدفن حيّاً تحت رماد الحاجة والديون.
وقود الموت لم يكن سوى فصلٍ في ملحمة إبادة جماعية.. سبقه غذاءٌ مسرطن تسلل إلى موائد الفقراء، وتلاه دواءٌ وهمي بعلب أنيقة مزوّرة.. صفقات الاستيراد الإيرانية حوّلت مرضى السرطان إلى فائض حرب تُصرف لهم منتجات منتهية الصلاحية كأن أرواحهم لا تساوي أكثر من تاريخ مطموس؛ الإعلام الحوثي يغسل وجه الجريمة بخطاب مظلوميات مكرورة، فيما يُسلَّم المريض لرحمة السم البطيء؛ حتى المساعدات لم تسلم من التلويث الحوثي فدخلت البلاد مغلّفة بشعارات الجماعة تحمل تواريخ منتهية "مُجددة".
الطفل الذي مات من جرعة حليب فاسدة لم يكن "حادثاً عرضياً" بل ضحية نظام يتقن دفن الطفولة في صناديق مستوردة ممهورة بختم هيئة تدمير الشعب.. وحدها جماعة الحوثي تمتلك الوقاحة الكافية لتوزيع الموت باسم الحياة وبيع القتل في هيئة خبز ودواء ووقود، ثم الصعود إلى منابر الجمعة للعن "الشيطان الأميركي"، بينما إبليس الحقيقي يوقّع المحاضر في كهوف صعدة ويرفع تقاريره الدموية إلى طهران.
المواطن في مناطق سيطرة الحوثي لا يعيش تحت نظام ودولة بل في متجرٍ كبير للموت، تُباع فيه حياته بفاتورة رسمية وتُختم بالموافقة وتُسوّق كمنتج محلي؛ الحوثي لا يكتفي بسرقة الأرواح بل يُطبَع على كل جريمة ختم "مُصرّح به"، ويرسلها إلى طهران كتقرير إنجاز.