لماذا تخاف المليشيات من المقاومة المشتركة كل هذا الخوف؟

  • عبدالسلام القيسي
  • 03:57 2020/11/11

يخاف الحوثي، أشد الخوف، من جبهة الساحل الغربي، ويحاول أن يداري خوفه بجبهات شتى ويقنع أتباعه أنه القوة التي لا تُغلب، فيما بكل سقوط وترد يذهب لاهثاً خلف قبيلة ما أو يحصل على ثغرة بجبهات الجمهورية الأخريات. 
 
أين يكمن خوف المليشيات؟ 
 
لا يخاف الحوثي من المشتركة بجدارتها فقط، أو من الهزائم التي لعقها على طول الساحل الغربي إلى عمق مدينة الحديدة، بل خوفه يختلف وهو الخوف الحقيقي الذي يجب أن يخشاه ولن يستطيع المناص منه.
 
هنا، على طول الساحل، تشكلت جدارية ملحمية بأياد جديرة، وما بين الجدارية والجدارة ثمة مشتركة جمعت بتناغم تام الشمالي مع الجنوبي والتهامي مع الصنعائي واليافعي مع التعزي، هذا المزيج الحربي الذي يخشاه الحوثي، قتالهم له مناطاً بهوية هذه الجمهورية.
 
تفتتت الروح الجمهورية ومزت روحها من كل حدب وصوب إلى الساحل، هنا وجدت نفسها بعد سنوات من التشظي طلقة واحدة، هنا تستريح الجهات من عناء الخلافات البينية ومن ثقل الخصومات التي أفادت الحوثي بحربه هذه، هنا عندما يصل المقاتل يشعر أنه ترك بواطن النزاع إلى موطن الإئتلاف على قلب واحد بغايته الواحدة.  
 
كانت جبهة الساحل الغربي الفرج الذي ينتظره الرجال طول انتكاسات معاركهم والمخرج الذي ينتظره الكفاءات للخلاص من الهيمنة الحزبية والسبيل للأحرار كي يتنفسوا بفوهاتهم نفس الملاحم الصادقة، نفس كل مدينة، وكل جبل، من هنا من الساحل الغربي، معا إلى روح الوطن، وإلى النصر.
 
لهذا يخشى الحوثي هذه الجبهة؛ كونها تشكل الجمهورية المنصرمة، بألوان الطيف الوطني، وتذهب على وقع طلق البنادق كل قضايا الأحرار الصغيرة لصالح القضية الأولى والأم والجامعة للحراس والعماليق والتهاميين، لا أقوى من رجالات عندما يحن حين البطولة تترك خلفها كل تلكم الضغائن، هؤلاء هم الرجال. 
 
في مواجهة الفرس، بمعركة القادسية، وكانت الحاسمة ضد الكسرى المتعجرف قسم سعد بن أبي وقاص جيشه إلى كراديس، كل جهة مناطة بقبيلة فيما هم واحد بالإضافة إلى غايتهم بدحر رستم زادهم القائد غاية رديفة وهي الحفاظ على سمعة القبيلة فلا تقول العرب: هزمتنا الفرس من جهة تميم، أو ثقيف، أو زبيد.
 
وفعلا كان النصر للعرب وقالت العرب: هزم المسلمون رستم.
 
هذا التكتيك في الساحل الغربي، فهم لُحمة واحدة، لكنهم يتسابقون برابط الفداء كإخوة إلى تحقيق النصر، ومتى كان حليفاً للعملقي فهو انتصار كل الوطن، وهذا إن كان من فوهة الحراس انتصاراً للوطن ومثله التهامية، لديهم شهية الجري خلف المجد باسمهم، باسم رفقاء النضال، ولهم كل المجد.

ذات صلة