أدت الحملة العسكرية التي شنّتها مليشيا الحوثي على منطقة "حنكة آل مسعود" في محافظة البيضاء إلى واحدة من أسوأ الانتهاكات الإنسانية في اليمن، حسبما وثّق تقرير منظمة "سام" للحقوق والحريات.. الحملة، التي انطلقت في يناير 2025، استهدفت المدنيين في المنطقة التي يسكنها حوالي 10,000 شخص، وأسفرت عن مقتل أكثر من 15 مدنياً وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال.

 

ووفقاً للتقرير، فرضت مليشيا الحوثي حصاراً خانقاً على المنطقة، حيث منعت دخول الطعام والدواء وقطعت الاتصالات والإنترنت، مما أدى إلى عزل الأهالي عن العالم الخارجي؛ كما استخدمت الحوثيون الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة في القصف، مما ألحق أضراراً كبيرة بالمنازل والمرافق العامة، بما في ذلك إحراق مسجد القرية وتدمير مدرسة لتحفيظ القرآن.

 

التقرير أشار أيضاً إلى أن الحوثيين اعتقلوا أكثر من 500 مدني، بينهم أطفال وكبار السن، تم نقلهم إلى سجون في رداع وصنعاء، حيث تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة؛ بالإضافة إلى ذلك، جرى نهب الممتلكات الخاصة للأهالي، بما في ذلك الأموال والمجوهرات.

 

التصعيد جاء في سياق مبررات عدة من مليشيا الحوثي، بما في ذلك اتهام الأهالي بإيواء "المطلوبين"، لكن الشهادات أكدت أن الحملة استهدفت المدنيين بشكل عشوائي؛ منظمة "سام" دانت هذه الانتهاكات، مؤكدة أنها تندرج ضمن جرائم حرب، وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لرفع الحصار، ضمان وصول المساعدات الإنسانية، والتحقيق في الجرائم المرتكبة.