الحوثيون يواصلون انتهاك حقوق المدنيين عبر القتل والاختطاف والفرض القسري للدورات الطائفية

  • الساحل الغربي - خاص
  • 11:22 2024/11/10

في تصعيد جديد لانتهاكات مليشيا الحوثي ضد المواطنين، سُجلت سلسلة من الانتهاكات والحوادث التي تكشف عن ممارساتها القمعية والتعسفية في مختلف المجالات.
 
في الأول من نوفمبر، لقي موظف في الشركة الدوائية الحديثة في صنعاء مصرعه على يد مليشيا الحوثي، بينما أصيبت موظفة أخرى إصابات بالغة جراء إطلاق النار عليهم؛ الموظف، الذي كان يعمل في الإدارة المالية للشركة، طالب بحقوقه وحقوق زملائه التي صادرتها إدارة الشركة الحوثية؛ وحسب المصادر المحلية، واجه الموظف الخليدي الإدارة الحوثية مطالبًا بتحسين الوضع المالي والرواتب، لكن رد الفعل كان قتله أمام زملائه؛ كما أصيبت موظفة كانت قريبة منه، مما استدعى نقلها إلى القاهرة للعلاج؛ تأتي هذه الحادثة في سياق سيطرة الحوثيين على معظم أصول الشركة بعد استيلائهم عليها في يونيو الماضي تحت مسمى "الحارس القضائي"، فيما تستمر محاولاتهم لتهميش المساهمين البارزين في الشركات الكبرى في البلاد.
 
في ذات السياق، وبعد أيام من الإفراج عنه من معتقلات الحوثيين بضمانة، تعرض الشاب "ماجد الجماعي" للاختطاف مجددًا من قبل المليشيا في محافظة إب، وذلك بعد احتجازه لعدة أسابيع ضمن حملة واسعة طالت مئات اليمنيين الذين شاركوا في احتفالات ذكرى ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر؛ تكشف هذه الحادثة عن نهج الحوثيين في تغييب معارضيهم، وتعكس حجم المتاعب والإرهاق الذي يتعرض له الأهالي جراء ممارسات المليشيا الانتقامية.
 
وبالإضافة إلى ذلك، أقدمت مليشيا الحوثي على إجبار عشرات الموظفين الحكوميين في وزارة النفط على الخضوع لدورات عسكرية وطائفية في صنعاء؛ وفقًا للمصادر النقابية، أجبرت المليشيا نحو 120 موظفًا من كوادر الوزارة على المشاركة في دورات قتالية طويلة تحت مسمى "طوفان الأقصى" استعدادًا لما يسمى "الجهاد المقدس"؛ هذه الدورات ليست سوى جزء من سياسة الحوثيين لفرض أيديولوجيتهم الطائفية على المؤسسات الحكومية، وتحويلها إلى أدوات لخدمة أهدافهم العسكرية.
 
وفي محافظة إب، حيث تزداد الاضطرابات الأمنية، لجأت مليشيا الحوثي إلى استقدام عناصر جديدة لتعزيز نقاط التفتيش والأجهزة الأمنية؛ وقد تزامن ذلك مع نشرهم لعصابات لنهب الأراضي وتنفيذ أعمال الجباية ضد المواطنين؛ في ظل هذا الوضع، تعيش المحافظة حالة من الاستنفار، مع تقارير عن استعدادات حوثية لمواجهات عسكرية في محافظة الحديدة؛ يضيف هذا الوضع مزيدًا من التوترات في المحافظة التي شهدت فوضى أمنية منذ سيطرة الحوثيين عليها قبل عقد من الزمن.
 
هذه الانتهاكات تؤكد أن مليشيا الحوثي تواصل استخدام سياسات القمع والبطش والتسلط على مختلف الأصعدة، مما يفاقم معاناة المواطنين ويزيد من تعقيد الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

ذات صلة