في حادثتين منفصلتين خلال الساعات القليلة الماضية بمحافظة الحديدة، أودت الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي بحياة فتاة وأصابت طفلًا بجروح خطيرة، مما يسلط الضوء مجددًا على الخطر المستمر الذي تشكله الألغام الحوثية على المدنيين.

 

في الحادثة الأولى، انفجر لغم أرضي من مخلفات الحوثيين في قرية المرازقة، جنوب غرب مديرية بيت الفقيه، ما أدى إلى وفاة فتاة عشرينية على الفور؛ وأفادت مصادر محلية أن الضحية كانت تمشي في المنطقة عندما انفجر بها اللغم، وهو ما زاد من حالة الرعب والقلق بين أهالي المنطقة الذين يعانون من وجود حقول الألغام.

 

في حادثة أخرى وقعت في ريف حيس، أصيب طفل يبلغ من العمر 14 عامًا يُدعى "يوسف طلال فرحان أحمد غالب" أثناء سيره في مزرعة بقرية بيت مغاري؛ الانفجار أدى إلى تعرض الطفل لكسور في قدميه وجروح متفرقة في أنحاء جسمه، وتم نقله إلى المستشفى الميداني في الخوخة لتلقي العلاج.

 

وتعد هذه الحوادث امتدادًا لسلسلة طويلة من الضحايا الذين يسقطون جراء الألغام الحوثية في محافظة الحديدة؛ ورغم نجاحات القوات المشتركة في تطهير مساحات واسعة من المحافظة، إلا أن الحقول المزروعة بالألغام ما زالت تشكل تهديدًا كبيرًا، حيث لا يمر أسبوع دون أن تسجل الحديدة خسائر جديدة في الأرواح والإصابات بين المدنيين.

 

استمرار وجود هذه الألغام يعكس مدى تعمد الحوثيين زرع الرعب والخطر بين المدنيين، في محاولة لتعطيل الحياة وإعاقة عودة الاستقرار إلى المناطق المحررة؛ ورغم الجهود المتواصلة لتطهير المحافظة من هذه الألغام، فإن الطريق لا يزال طويلًا لتحقيق الأمان الكامل في ظل استمرار الصراع الحوثي المستمر.