تصاعد حالات الحصبة والملاريا والكوليرا وسط تحديات التحصين.. تقرير الأمم المتحدة يتهم الحوثيين بعرقلة حملات التحصين ضد الأمراض
- الساحل الغربي - خاص
- 11:22 2024/04/28
في ظل الأزمات الصحية المتتالية التي تعصف باليمن، تشهد البلاد ارتفاعًا مقلقًا في حالات الإصابة بأمراض الحصبة، الملاريا، والكوليرا، مع تعقيدات تفاقمت بسبب الحرب المستمرة والعراقيل التي تضعها جماعة الحوثي أمام حملات التحصين.
أفادت منظمة الصحة العالمية بأن عدد حالات الإصابة بالحصبة قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال العام 2023، حيث بلغت الحالات المسجلة حوالي 51,500 حالة، في زيادة كبيرة مقارنة بـ 27,000 حالة في العام السابق؛ وقد أعربت المنظمة عن قلقها البالغ إزاء هذا الارتفاع، لا سيما مع تأثر الأطفال والنساء الحوامل بشكل خاص.
واتهم تقرير صادر عن الأمم المتحدة جماعة الحوثي بالمساهمة في تفشي المرض، مع تسجيل وفاة وإصابة أكثر من 26,000 طفل منذ بداية العام؛ وأشار التقرير إلى أن 88% من الأطفال المصابين لم يتلقوا أي جرعة لقاح، في ظل حملات التضليل ومنع التوعية والتطعيم في مناطق سيطرة الحوثيين.
من جهة أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ثلثي سكان اليمن معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، خاصة خلال موسم الأمطار؛ ويعيش أكثر من 21 مليون يمني في مناطق مهددة بالمرض، مع توقعات بحدوث مليون إصابة سنويًا. وتُعد منطقة تهامة، وبالأخص محافظتي الحديدة وحجة، الأكثر تأثرًا بالملاريا، حيث تُسجل 70% من الحالات.
وفي محاولة للحد من انتشار المرض، دعمت المنظمة حملة رش موضعي للأماكن المغلقة في تهامة، شملت 86 ألف منزل لحماية السكان.
وفي سياق متصل، تواجه اليمن ارتفاعًا مقلقًا في حالات الكوليرا، مع تسجيل أكثر من 18 ألف إصابة وأكثر من 100 وفاة حتى الأسبوع الثالث من أبريل 2024؛ وتؤكد الهيئة الطبية الدولية أن الحرب المستمرة لعقد من الزمان قد أدت إلى خسائر بشرية غير مسبوقة، مع تأثر الأطفال والنساء بشكل خاص.
ويعد الوباء متوطنًا في اليمن، ويتفشى بسرعة خاصة خلال مواسم الأمطار، مما يتطلب استجابة فورية للحد من الوفيات ومكافحة سوء التغذية الحاد الذي يتوقع أن يرتفع بنسبة 30% في عام 2024.
في ظل هذه الظروف الصعبة، يُعد الوضع الصحي في اليمن مثيرًا للقلق ويتطلب استجابة فعّالة وسريعة لمكافحة هذه الأمراض وحماية السكان، خاصة الأطفال والنساء الحوامل، والعمل على تحسين النظام الصحي المنهار.