«مجزرة الفقراء» في صنعاء.. مات 100 يمني وهم يبحثون عن 5 آلاف ريال، والتاجران السلاليان يتمخطران في القصر الرئاسي
- محمد دبوان المياحي
- 05:01 2023/04/20
100 شخص غادروا الحياة في صنعاء هذه الليلة. هذه الحادثة، يُفترض أن تكون شهادة عار في وجه كلّ من يدير مصير هذا الشعب. حادثة وفاة الفقراء، قاسية وأشد مرارة من كل قسوة يعيشها اليمنيون الأحياء. ثياب الفقراء مبعثرة في الشوارع، ذهبوا ليعودوا بقليل من الفرح فعادوا بمأتم كبير وبعيد أسود، مظلم وكالح ككل أيام السنة، كحياة اليمني الخفيضة والمستهان بها في كل مكان.
"مجزرة الفقراء" هي ناتج عرضي لتلاشي قيمة الحياة بشكل عام. الحياة بطبيعتها مقدسة حتى لو لم تملك ثمن إفطارك. لكن المهين لحُكّام البلاد ونخبتها هو أن تتعرض الطبقة المسحوقة للموت.لم يموتوا جوعًا، فقد كان بمقدورهم تدبير حياتهم كيفما اتفق. لكنهم فقدوا أرواحهم في لحظة كانوا فيها يحاولون التشبث بأي نافذة تمد لهم شيء من الفتات. غادروا الوجود، ومهدي المشاط والتاجران السلاليان محمد علي، ومحمد عبدالسلام، يتمخطرون في القصر الرئاسي في صنعاء. يتباهون أنهم نجحوا في تثبيت سلطتهم وانتزاع مزيد من التنازلات. إنهم لا يشعرون بالخجل من أنهم يحكمون عاصمة يموت فيها 100 إنسان بحثًا عن 5 ألف ريال يمني لا تكفي قيمة جعالة لطفل واحد.
إقرأ أيضاً:
- المليشيات «حارسة المجاعة» تعزي الضحايا وتعتقل موزعي المساعدات.. ارتفاع أعداد ضحايا فاجعة صنعاء (فيديوهات)
- مأساة مروعة في صنعاء خلفت وفيات وعشرات الجرحى
- «صناعة الفقر» تخصص الحوثي: منع توزيع الصدقات ومساعدات التجار
- سجل يا تاريخ: مات اليوم بصنعاء عشرات المفقرين الجوعى
- ما الذي تقوله وتكشفه حادثة تدافع الجوعى الدامية في صنعاء؟
- جائعون تلقفهم الموت: فاجعة في صنعاء !
إن كان هناك من فكرة يتوجب التذكير بها، فهي فكرة للمتعبين، للفقراء النبلاء: أيها الإنسان المثخن بالجراح: تذكّر أن وجودك في هذه الحياة قدسي، حتى وأنت مجرد من كل أدوات القوة ومن كل أسباب البقاء. جدير بك أن تحرس حياتك من كل مواطن الهلاك. ولو لم تعد ضامنًا لقدرتك على البقاء يوما واحدًا.
مرارة الظروف السيئة ليس في عجز الإنسان عن تدبير معيشته فحسب. لكنها تتجاوز ذلك، ففي الظروف القاسية تميل الروح الإنسانية؛ لتبخيس نفسها، أقدس جزء منك يتعرض للتآكل. حينها يسهو الإنسان وربما يعجز عن استشعار قداسة حياته. في لحظة كهذه لا تجدي كل المواعظ في أن تعيد للإنسان شعوره الأقصى بكرامته الوجودية. وعليه تكون مهمتك أنت أيها البائس، ليس مدافعة الظرف السئ فحسب؛ بل وحراسة روحك بصرامة من أن تخدش قدسيتها أو تفرط فيها. لا شيء بمقدوره أن ينال منك ولو اعتكفت في بيتك على أن تتقبل مساعدة في ظروف تنال من روحك فضلا عن تعريض حياتك كلها للخطر. وحدها روح الإنسان بطبعها مصانة من أي أذئ، ما لم تسمح أنت بذلك. ما لم ينخفض استشعارك لنفسك وتغدو مستعدا للموت وأنت الذي لم تحيا بعد بما فيه الكفاية.
ليلة حزينة في صنعاء. .
◄ رواية شهود عيان من #صنعاء
— الساحل الغربي | The West Coast (@alsahilnet) April 20, 2023
كان الناس يستلمون كروت الزكاة بانتظام وهدوء، ثم حضر المشرفون الحوثيون، وأطلقوا الرصاص الحي، وطاردوا الناس بحوش المدرسة، ما أدى الى هروب المواطنين والتزاحم الشديد في بوابة المدرسة، ما تسبب في انقطاع كيبل المحول الكهربائي، فحصلت الفاجعة، وصعق الناس.… pic.twitter.com/TVWSCKrqPJ