عداد القتلى لا يتوقف.. "خيبة آمال" ضحايا ألغام الحوثي في الساحل الغربي وتجاهل أممي

  • الحديدة، الساحل الغربي:
  • 05:40 2023/01/29

حصدت ألغام مليشيات الحوثي في الحديده خلال يناير الجاري أكثر من 20 مدنيا بين شهيد وجريح عدد كبير منهم أطفال، بينما بلغ عدد الضحايا في حالات مؤكدة ومثبتة خلال 2023 بمديريات الحديدة 381 قتيلا ومصابا.
 
وجدد ضحايا الألغام الحوثية بالساحل الغربي وجنوب الحديدة المطالبات إلى مجلس القيادة والحكومة بموقف حازم مما كشفته ووثقت له تقارير "دعم الموت" من تورط الأمم المتحدة وبرامجها ومسؤوليها في دعم المليشيات والتواطؤ الفاضح مع جرائم صناعة ونشر الألغام.
عداد الضحايا لا يتوقف
 
وأصيب 3 أشخاص بانفجار لغم حوثي بمديرية الحوك مدينة الحديدة ليرتفع العدد إلى شهيد وثلاثة مصابين في المنطقة نفسها خلال أيام، بينما استشهد وأصيب طفلان آخران جنوبي الحديدة، في الفترة نفسها.
 
راصد محلي أفاد الساحل الغربي، الأربعاء بإصابة 3 مدنيين بينهم طفل بانفجار لغم في حارة الجعبلي بمنطقة الربصة شرق مديرية الحوك بمدينة الحديدة.
 
وكان استشهد طفل في السابعة عشرة من عمره، جراء انفجار لغم لمليشيا الحوثي في شمال شرق قرية منظر بمديرية الحوك في مدينة الحديدة. وقال راصدون محليون، إن طفلاً في السابعة عشرة من عمره، استشهد، الخميس 19 يناير، جراء انفجار لغم لمليشيا الحوثي في شمال شرق قرية منظر بمديرية الحوك في مدينة الحديدة.
 
 
وفي حادثة مماثلة، استشهد مدني وأصيب طفل (12 عاما)، بانفجار لغم زرعته مليشيا الحوثي غرب مدينة التحيتا جنوبي الحديدة. وفي 12 الجاري أصيب، محمد طالب زُهير، عندما انفجر به لغم فردي من مخلفات ما زرعته الميليشيا الحوثية في قرية الحُمينية شمال غربي مديرية حيس.
 
وأكد مصدر محلي، أن زُهير أُصيب بجروح متفرقة في رقبته ورأسه، وتم إسعافه إلى النقطة الطبية التابعة للواء السابع عمالقة، وأجريت له الإسعافات الأولية لينتقل إلى مستشفى 2 ديسمبر في المخا، لتقلي العلاجات اللازمة.
 
جاءت الجريمة بعد يوم من استشهاد وجرح خمسة مدنيين بمنطقة الزعفران في مديرية الدريهمي. وقالت مصادر محلية، إن ثلاثة بينهم طفلتان استشهدوا وأصيب شخصان أحدهما امرأة بشظايا في أجزاء متفرقة من أجسادهم بانفجار لغم مموه زرعته ‎مليشيا الحوثي في منطقة الزعفران شمال مديرية الدريهمي.
 
ومنذ مطلع العام الجديد استشهد وأصيب نحو 20 مدنيا غالبيتهم من الأطفال، بانفجار ألغام في عدد من مديريات المحافظة التي تشهد بشكل شبه يومي سقوط ضحايا مدنيين جراء الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية خلال سنوات الحرب.
 
وحصدت الألغام والأجسام المتفجرة التي نشرتها مليشيا الحوثي في محافظة الحديدة 381 قتيلاً وجريحاً وفقاً للبيانات التي تم رصدها والتحقق من صحتها وتوثيق وقائعها وبيانات الضحايا خلال العام 2022 في 11 مديرية.
 
خيبة آمال الضحايا
 
نظم ضحايا الألغام ومنظمات المجتمع المدني بمحافظة الحديدة في الساحل الغربي، السبت 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وقفة احتجاجية، احتجاجاً على ضلوع منظمات أممية في دعم مليشيات الحوثي الإرهابية في زراعة الألغام والمتفجّرات والاشتراك معها في تجويع المدنيين وقتلهم.
 
واعتبر المشاركون ما كشفه تقرير "دعم الموت" الصادر مؤخراً عن 5 منظمات محلية على رأسها (الهيئة لوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات هود- إقليم سبأ) من حقائق بشأن ضلوع منظمات أممية ودولية في دعم زارعي الألغام الحوثيين "مخيّبًا للآمال"، مؤكدين أن مليشيات الحوثي الإرهابية هي الجهة الوحيدة التي تتفرّد بصناعة واستخدام الألغام في اليمن، وما تزال حتى هذه اللحظة تزرع المتفجّرات في المزارع والطرقات والممرات التي يسلكها المدنيون في الحديدة.
وأكّدوا أنه طيلة سنوات الحرب الماضية كان المدنيون من أبناء الحديدة هم ضحايا هذه الألغام والمتفجّرات التي "تسببت بإصابات وإعاقات دائمة وقتلت العشرات من الأهالي، وقيّدت حركتهم لكسب الرزق وجلب الغذاء والدواء".
 
 
وجاء في بيان الوقفة: إن مليشيات الحوثي الإرهابية لا تزرع الألغام لأهداف عسكرية كما يتوهّم البعض، وإنما تصنعها وتزرعها متعمّدة استهداف حياة ومعيشة المدنيين، فالعسكريون لديهم من القدرات والأدوات ما يمكنهم من اكتشاف الألغام وتفكيكها وتجاوزها بخلاف المدنيين الذين يسقطون يومياً بين قتيل وجريح ومعاق بإعاقات دائمة في حوادث ألغام متفرقة على امتداد البلد.
 
واعتبر المشاركون في الوقفة، المنظمات الأممية التي شملها تقرير "دعم الموت" وفي مقدمتها البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة شركاء أساسيين للمليشيات الحوثية الإرهابية في تجويع وسفك دماء المواطنين ومضاعفة معاناتهم الإنسانية.
 
 
وطالب المحتجّون، الأمم المتحدة بسرعة التحقيق فيما كشفه تقرير "دعم الموت" عن تقديم البرنامج الأممي الإنمائي خلال السنوات الخمس الماضية (15) منحة مالية للحوثيين بإجمالي (167.221.136) دولارا تحت يافطة نزع وتطهير الأراضي اليمنية من الألغام والتوعية بمخاطرها. 
 
كما طالبوا بالتحقيق في تقديم البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) ومنظمة الصحّة العالمية (420) سيارة حديثة للمليشيات الحوثية بحجة مكافحة الألغام ومسميات أخرى مختلفة. وكذا تمويل منظمة اليونسيف وجهات أممية أخرى (60) نشاطا وفعالية توعوية وتدريبية لعناصر حوثية تحت مسمى "حملات التوعية بمخاطر الألغام" منها حملات توعية زعمت المليشيات  تنفيذها في محافظات لم تكن ساحة للمواجهات ولم تشهد زراعة للألغام منذ اندلاع الحرب.
 
 
وشدد المحتجون على الأمم المتحدة سرعة إيقاف الموظفين الأمميين الذين أكد التقرير ضلوعهم في ارتكاب قضايا فساد مالي وإداري وتواطؤ مع المليشيات الحوثية للإضرار بحياة ومعيشة المواطنين والعبث بالحاضر والمستقبل، جيلا بعد جيل.
 
وعبّروا عن أسفهم لموقف الحكومة الشرعية المتراخي إزاء ما يتعرض له المواطنون من حرب إبادة تنفّذها مليشيات الحوثي بدعم وتمويل من المنظمات الأممية ومنها البعثة الأممية في الحديدة (أونمها)، ودعوها لإعادة النظر في تعاملها مع البعثة الأممية التي أثبتت انحيازها الواضح للمليشيات الحوثية التي تحاصر الأهالي بالألغام وتسفك الدماء كل يوم.
 
 
وطالب المحتجون الحكومة الشرعية بسرعة استكمال تحرير الحديدة من مليشيات الحوثي الإرهابية وتطهيرها من الألغام والمتفجّرات ومخلفات الحرب كي يتمكنوا من العيش بحرّية وأمن وسلام.
 
ودعوا كل الجهات الحقوقية ووسائل الإعلام والصحفيين والناشطين إلى المساهمة في إيصال صوتهم إلى العالم، والمطالبة بوقف تدفق أموال الأمم المتحدة والدول المانحة إلى الحوثيين ليستغلوها في تعزيز قدراتهم لتجويع المدنيين وقتلهم عبر الألغام والمتفجّرات البرّية والبحرية.

ذات صلة