خالد سلمان يكتب.. التحولات الإقليمية تضع الحوثي أمام مفترق طريق ضيق: تسوية جديدة أم معركة أخيرة؟
- خالد سلمان
- قبل 7 ساعة و 50 دقيقة
اصبح الحوثي إبتداءً من يوم أمس بندقية عاطلة عن العمل، وقوات متبطلة خارج الخدمة ،عتاد مكدس في المخابئ والثكنات ، وجيوش مسرحة بالمعنى العملياتي، إلا في حالة واحدة توجيه هذه الترسانة لصدر اليمني، وإضافة نصف مليون قتيل ليكتمل العقد المليوني من ضحايا إجرام الحوثي.
لا أعتقد إن الحوثي سيستمر بالقصف واستهداف المنشآت والأجواء الإسرائيلية ،إلا في حالة واحدة أن يكون فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين ،وغزاوي أكثر من حماس ، ستبقى هذه القوة في وضع التحييد ،بإنتظار مابعد عشرين يناير مقدم ترامب ، ومراقبة الموقف من إيران ، وما إذا سيتم تسوية ملفها النووي بالتفاوض أو بالقوة المسلحة ، حينها سيعاود الحوثي مغامراته بالتكليف كوكيل ، وربما بموجب نتائج المواجهة مع إيران يتقرر مصيره بالإبعاد الكلي من المعادلة، هذا إن لم يسبق هذا الإستحقاق تفاعلات الداخل اليمني ،بأطاحته بثورة شعبية جراء إرتفاع سقف المظالم والتجويع والإبادات اليومية.
الحوثي يتسول التسوية بشروط الأمس حين كان قوياً ، يبعث برسائله إلى الرياض لوقف الغارات الإمريكية البريطانية ، يمد يده المرتعشه للمبعوث الأممي ، ومالا يعلمه الحوثي إن شروط الأمس لا يعاد إنتاجها مرة أخرى، حال تغيير موازين القوى وإحتراق أوراق القوة ، وإن شروطاً أزاحت معطيات سابقة واسست بدائلها، وإن تسوية في حال قبول إحيائها، توجب إعادة صياغة يكون الحوثي على طاولة التفاوض هو الأضعف.
مصير الحوثي مفتوح على منعرجين ، أما قبول مايقدم له وهو القليل، او الدخول بموجهة مع قرار دولي بتصفيته، قرار لم يُرفع خارج التفعيل حتى وإن أوقف الحوثي صواريخه،فبحساب الإستراتيجيات يبقى خطره قائماً وإن كان في حال
إستكانة مؤقتة.
مرة ثانية البندقية العاطلة عن العمل، ربما تتجه بكل طاقاتها لتفجير حرب داخلية ،تعيد الحرب إلى المربع الأول، بحثاً عن تعديل التوازنات ،وإعادة دفع الحوثي ثانية إلى قلب الصورة، كركن أصيل في المعادلة لم يعد يملكها.