وخلال ثماني سنوات منحت مليشيا الحوثي الآلاف من قياداتها والمشرفين التابعين لها والمقاتلين من عناصرها رتباً عسكرية متنوعة من رتبة مساعد إلى رتبة مشير، رغم عدم دخولهم أي معاهد أو كليات عسكرية أو حتى جامعات مدنية.

 

واستخدمت المليشيا الرتب العسكرية المنتحَلة وسيلة لاستقطاب الأطفال والشباب في صفوفها وتقوم بإدخالهم دورات ثقافية طائفية لغسل عقولهم وتعبئتها بأفكارها وعقيدتها الضالة وإرسالهم بعدها إلى جبهات القتال.

 

وقبل الانقلاب الحوثي كانت الرتب العسكرية لا تُمنح إلا لخريجي الكلية الحربية وكلية الشرطة وفقاً للقانون اليمني، حيث يحمل الخريج رتبة ملازم ثانٍ، وترقّيه في العسكرية مرهون بأن يقضي الحد الأدنى للخدمة في كل رتبة، كما أن الوصول إلى رتبة لواء يستغرق 24 عاماً و25 عاماً لخريجي الكليتين، باستثناء رتب فخرية تمنح من قيادة الدولة لمن كان لهم إنجازات أمنية.

 

واللافت في الأمر أن المليشيات الحوثية منحت رتباً عسكرية كبيرة لا تقل عن مقدم فما فوقها وصولا إلى رتبة لواء لمراهقين لم يتجاوز سن بعضهم 12 عاماً، كما منحت الآلاف من عناصرها السلالية رتبا عسكرية وهم قاعدون في منازلهم وبعضهم يدرسون في الخارج بشكل غير قانوني. 

 

وبعد انقلاب الحوثيين على السلطة فضل الكثير من الضباط القدامى التقاعد والبقاء في منازلهم في حين غادر بعضهم مناطق سيطرة الجماعة والتحقوا بقوات المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" بعد أن أهان الحوثيون الزي العسكري ولم تعد تلك النياشين تستهوي أحداً بعد أن أُفرغت من قيمتها العسكرية.

 

#عصابات_حوثيه_برتب_عسكريه 

 

وشن رواد وسائل التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية تحت هشتاج ‎#عصابات_حوثيه_برتب_عسكريه لفضح فساد الحوثي في توزيع الرتب العسكرية، ونشر الكثير من الناشطين صورا لأطفال ومراهقين منحتهم المليشيا الحوثية رتبا عسكرية رفيعة مما أثار انتقادات وسخرية لاذعة.

 

وقال البرلماني شوقي القاضي، إن ‏مليشيا ‎الحوثي عبثت بكل معالم الدولة، بدءاً بالهوية اليمنية والعربية، ومروراً بنظام الحكم الجمهوري الديمقراطي، وبالتعليم والدِّين، وليس انتهاءً بالنظام العسكري وهيكلته ورُتَبه التي تمنحها لأطفال ولصوص وسلاليين.

 

وكتب الناشط هاني السعدي اليافعي: "‏سيسجل التاريخ أن الحوثيين هم أول من أهان الرتب العسكرية.. وأول "جيش" للناشئين.. إن صح التعبير".

 

وغردت الناشطة اليمنية بنت حمير على موقع "تويتر": "‏يلبسوا رتب عسكرية.. يعلقوا نياشين.. يلبسوا الميري قَلَب..

ليش تزعلوا؟ يظلوا عصابة..

صحيح تجرأوا على لبس الرتب العسكرية دون كفاءة.. واهانوا البدلة العسكرية بارتدائهم لها.. لكن مسألة وقت، نظل احنا وطن وهم عصابة".

 

وعلق الممثل الشعبي محمد الأضرعي على صورة طفل حوثي يرتدي الزي العسكري برتبة عقيد أرفقها بمنشور له قائلا: "الصورة التي حيرت العلماء".!؟

ونشر صورة أخرى للقيادي الحوثي علي حسين بدر الدين بالزي العسكري وقال "رتبة لواء ووكيل وزارة وهو من مواليد 2001م".

 

وكتب آخر: ‏المؤسسة العسكرية مثلها مثل كل قطاعات ومؤسسات الدولة حولها الحوثي لدكاكين لا يراعى بها أدنى المعايير حتى الأخلاقية، وفقط درجة القرابة والولاء. مراهقو العشرين عاما يحملون رتبة عقيد ركن ولواء ركن في مهزلة لم يشهد لها التاريخ مثيلا.