هل السلام مع الحوثي ممكناً ؟!

02:05 2022/07/03

منذ سنوات طويلة ومع كل دعوة للسلام أو انطلاق الهدن الإنسانية في اليمن لا يفاجئنا الحوثي برفضه لتلك الدعوات واختراقه لتك الهدن ونقضه لكل الاتفاقات والعهود التي يوقعها مع الأطراف الرافضة لفكرة المتطرف المقاومة لظلمه وإجرامه 
 
تسجل ذاكرة اليمنيين أكثر من مائة اتفاق نقضها الحوثي منذ تفجيره لدوامة للعنف والصراع وتمرده على الدولة في صعدة وخضوه حروبًا ستة على فترات متقطعة منذ عام 2004م حتى أواخر فبراير عام 2010 مرورًا بأحداث 2011م ودور الحوثي المشبوه في الساحات المختلفة وصولًا إلى انقلابه على مؤسسات الدولة وسيطرته على العاصمة صنعاء وفرضه للحرب المدمرة منذ سبع سنوات 
 
نقض الحوثي اتفاق إيقاف الحرب في صعدة  عام 2006م  والتف على اتفاق الدوحة عام 2008م وحاصر دماج عام 2014م وشرد أهلها ثم وقع اتفاق السلم والشركة في صنعاء لينكثه قبل أن يجف حبره ويعلن حربًا شاملة على اليمنيين من صعدة حتى عدن ثم ناور بمفاوضات جنيف الأولى والثانية عام 2015م وعبث بالجهود الدولية في مشاورات الكويت عام 2016م ليعود مرة أخرى إلى جنيف موقعًا ما عرف باتفاق السويد عام 2018م الذي لم ينفذ شيئًا من بنوده بل واستمر بابتزاز العالم باستخدامه لناقلة النفط صافر كقنبلة موقوته تهدد الملاحة والتجارة الدولية والحياة البيئية في البحر الأحمر 
 
ومع إعلان المبعوث الأممي الجديد لسريان الهدنة الإنسانية الجديدة في اليمن في الثاني من ابريل العام الحالي لمدة شهرين وتمديدها لشهرين آخرين  أعلن الحوثي مناورة ككل مرة قبوله بالهدنة وتنفيذ بنودها المتفق عليها بعد أن قامت الحكومة الشرعية ممثلة بمجلس الرئاسة القيادي بتنفيذ كل التزاماتها من السماح بدخول ناقلات النفط وفتح موانىء الحديدة مقابل تسليم رواتب الموظفين في المناطق التي تقبع تحت سيطرة الحوثيين التي نهبها الحوثي وأوقفها منذ سنوات والقبول بفتح مطار صنعاء الدولي لرحلتين اسبوعيًا إلى القاهرة وعمّان والموافقة بسفر الركاب بوثائق سفر صادرة عن المليشيا في سابقة لم تعرف من قبل في الأعراف والقوانيين الدولية من أجل تخفيف المعاناة عن الموطنين والذهاب باليمن إلى سلام عادل وشامل 
 
إلا أن الحوثيين لم ينفذوا من جانبهم ما التزموا به من تسليم الرواتب وفتح معابر محافظة تعز المحاصرة وتخفيف المعاناة عن سكانها بل وأبلغوا المبعوث الأممي علانية رفضهم لكل المقترحات التي قدمها وأعلن رئيس وفدهم المفاوض بشأن فتح معابر محافظة تعز في مؤتمر صحفي بعد عودته لصنعاء بأنهم لن يفتحوا المعابر بل سيفتحوا المقابر! حد تعبيره، في إشارة واضحة لرفضهم كل الجهود الدولية والأممية لإحلال السلام في اليمن وإنهاء الحرب واستمرارهم في إشعال فتيل العنف والقتل تنفيذًا للأجندة التخريبية الإيرانية 
 
وهكذا وفي كل مرة يدعى فيها الحوثي لإحلال السلام وإنهاء الحرب في اليمن لاعتبارات إنسانية وتحقيقًا للأمن الإقليمي والدولي نجده يقابل هذه الدعوات بصلف وتكبر وإصرار على سيلان الدم اليمني دون مراعاة لأي أعراف أو قوانين أو قيم إنسانية بل ويذهب إلى الاستفادة من الهدن المعلنة إفي إعادة ترتيب صفوفه وتنفيذ اغتيالات واعتقالات لمعارضيه وحشد المزيد من المقاتلين وتهريب السلاح استعدادًا لجولة قتالية جديدة تسفك فيها المزيد من الدماء وتتفاقم معها المعاناة، وهو ما يثب صحة ما ذهب إليه مراقبون وناشطون أن السلام لن يتحقق في اليمن دون أن يكون هناك كسر عسكري حقيقي لآلة القتل والإجرام الحوثية، إلا أنه مع كل جولة جديدة لمبعوثي الأمم المتحدة إلى اليمن يتكرر السؤال: هل يمكن تحقيق السلام العادل والشامل المنشود وفق مسار سياسي كما تدعيه الأمم المتحدة؟ سؤال ينتظر اليمنيون من العالم إجابته بعد أن يثب واقع ممارسات وخروقات وانتهاكات الحوثي في كل مرة استحالة ذلك.