عن تعز والمجلس الرئاسي.. والسلام الذي يفهمه الحوثي‬⁩

09:24 2022/05/29

بعد إعلان المبعوث الأممي انتهاء الجولة الأولى لمشاورات عمان وسط إصرار ‫الحوثي‬ على قتل المدنيين في ‫تعز‬ وحصارهم، لابد أن يلتفت المجلس القيادي بشكل جاد للخيارات التي يفهمها الحوثي وكفيلة بكسر تعنته وإجرامه.
 
حتى في المفاوضات السياسية حول ‫#تعز‬ المدينة والمدنية يتمترس ‫#الحوثيون‬ خلف ثقافتهم المتطرفةويختبئون تحت بزات الجيش اليمني المسروقة. يظهرون كلصوص ضمن عصابة إجرامية وبجوار شعار ‪(UN)‬ للأسف. 
السلام الذي يفهمه ‫الحوثي‬ ينطلق من فوهات البنادق لا من أفواه السياسين.
 
***
 
يبعد عن منزل ابنه مسافة لا تزيد عن كيلو متر واحد وربما أقل بكثير ولكنه يحتاج لأكثر من خمس ساعات سفر ليصل إليه راكبًا .. ليست قصة من نسج الخيال بل واقع يعيشه أبناء مدينة تعز كل يوم منذ أكثر من ست سنوات جراء أطول حصار لمدينة في العالم من أقبح مليشيا إرهابية وأشدها إجرامًا
 
هذه الصورة المصغرة تصف الحصار الذي أحال مدينة تعز من مدينة تزرع السلام والثقافة والعلم إلى سجن كبير تسبب بمأساة إنسانية مؤلمة لأهلها وخصوصًا المرضى بعد أن انهارت المنظومة الخدمية والصحية.
 
اضطر أبناء تعز واليمنيون القادمون إليها لسلوك طرق أخرى بديلة وعرة وشديدة الخطورة لإسعاف المرضى وتوفير الاحتياجات الضرورية للحياة من الغذاء والدواء والذي تسبب بحوادث كارثية وضحايا بشكل يومي.
 
لا تقتصر مأساة معاناة تعز على الحصار وفقدان الغذاء والدواء فقط بل تشهد المدينة قصفًا مستمرًا يستهدف المدنيين بشكل متعمد ومباشر بمختلف أنواع الأسلحة وتقتل رصاصات قناصة الحوثي الأطفال والنساء في مشاهد مروعة تتكرر كل يوم منذ سنوات .
 
هذه الجرائم وغيرها يرتكبها الحوثيون أمام مرأى العالم وسمعه ولا تحرك ساكنًا لضميرهم الإنساني الذي أوقف تحرير مدينة الحديدة لدواع إنسانية حد زعمه وضغط لفتح الموانيء ومطار صنعاء والموافقة على السفر بوثائق صادرة عن مليشيا إرهابية في تنازلات قدمتها الحكومة الشرعية تخفيفًا لمعاناة اليمنيين التي تسبب بها انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا فيما تصر مليشيا الحوثي على مفاقمة هذه المعاناة في كل المناطق التي لا زالت تحت سيطرتها ولاسيما في تعز وتعمل على إفشال كل مبادرات السلام التي يطلقها المجتمع الدولي واخرها افشالها لمفاوضات عمّان الأخيرة لفتح طرقات تعز وفك الحصار ويبقى السؤال هنا إلى متى سيقف العالم متفرجًا ومكبلًا لمليشيا إرهابية أمام معاناة تعز التي تقتل كل يوم برصاص الحوثي وخذلان العالم؟