غليان صنعاء.. سلطة التسلط الحوثي ترتعد علنا وتتوعد بالأمن والمخابرات

  • صنعاء ، الساحل الغربي، خاص:
  • 08:27 2022/03/19

وصل الأمر بالمليشيات إلى مستوى متقدم من الخوف واستشعار الخطر والمؤامرات ضمن الدوائر العليا والخاصة وبيت الانقلاب الحوثي نفسه (المسكون بالعفاريت).
 
ليس الارتباك والهلع وحده ما تعانيه المليشيات الحوثية تجاه الدعوات التي صدرت في صنعاء وبصورة غير مسبوقة إلى الاحتجاجات ونصب اعتصام سلمي، ولكن سلطة الانقلاب والمليشيات الإرهابية ترتجف حقيقة هذه المرة وتستشعر الخطر الداهم، وفي إعلان رسمي ومقصود لوحت باستدعاء القبضة الأمنية المغلظة أصلا وسلفا، وأحضرت المليشيات يوم السبت مسؤولي الأمن والمخابرات إلى اجتماع مع مشاط السياسي الأعلى السلطة الصورية التنفيذية للانقلابيين، في رسالة ملتبسة أوحت بالضعف والخوف أكثر مما أرادته للإيحاء بالبطش والقمع وفرد العظلات.
 
بثت وسائل الإعلام الحوثية يوم السبت 18 مارس/ آذار 2022 خبرا (غير مصور) حول لقاء مهدي المشاط بوزير داخلية العائلة الحوثية عبدالكريم الحوثي، عم زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، وربيب العائلة وخادمها الحوثي عبدالحكيم الخيواني المعين رئيسا لما يسمى جهاز الأمن والمخابرات (على الطريقة والصيغة الإيرانية المستنسخة)، غداة تصاعد دعوات من نواب وقضاة وحقوقيين ونشطاء في صنعاء إلى تصعيد الاحتجاجات رفضا للغلاء والفساد والقمع والتجويع وسياسة صناعة الأزمات فيما قوبلت بتوعد من المليشيات ومصادرها بالعنف والقمع والتصفيات وحتى "مصير الرئيس / الزعيم صالح".
 
مزيد - اقرأ أيضا :
 
مع نهاية الأسبوع الماضي كانت التوترات الحوثية ومفاعيل النزاعات قد وصلت بطريقة صاخبة للإذاعات والإعلام عبر إعلان صاخب للمخابرات العسكرية الحوثية يح1ر من مؤامرات ويحرض على الترصد والتجسس والوشاية بالآخرين، وفهم منه بحسب مصدر استخباراتي مع الساحل الغربي في تقرير سابق فتح باب "مقاضاة الأغراض" بذرائع وشايات مصطنعة ومتبادلة.
 
قال خبر الاجتماع إن مشاط الحوثيين ناقش مع الحوثي والخيواني "أداء الأجهزة الأمنية وخططها للفترة القادمة، وما حققته من إنجازات في كشف مخططات تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي (...) لزعزعة الأمن في العاصمة وعدد من المحافظات." وأنه "وجه الداخلية والمخابرات، بمضاعفة الجهود والضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن."
وصل الأمر بالمليشيات إلى مستوى متقدم من الخوف واستشعار الخطر والمؤامرات ضمن الدوائر العليا والخاصة وبيت الانقلاب الحوثي نفسه (المسكون بالعفاريت)، في مواجهة مظاهر الرفض واليأس والغليان الشعبي العارم في العاصمة صنعاء بسبب الأزمات الخانقة والوضع الميعيشي الذي يزداد تدهورا وعلاوة على انقطاع المرتبات وارتفاع الأسعار الجنوبي واتساع دائرة الفقراء في ظل انعدام أبواب العمل والدخل وتشديد الانقلابيين من أزمات الخدمات الأساسية الدنيا والمشتقات النفطية وخصوصا الغاز المنزلي والبنزين فيما تزدهر الأسواق السوداء بحماية ورعاية حوثية. علاوة على ذلك تنشط بلا هوادة حملات نهب ومصادرة منازل وأملاك وعقارات وسيارات ومزارع النازحين والمناوئين والمعارضين في كافة المحافظات.
 
 
جاء هذا تفاقما لمظاهر التوتر والارتباك الحوثي أمام خروج الاحتجاجات وأصوات الرفض علنا وملأت جدران الشوارع والأحياء دعوات رحيل الحوثي وإيران، وبموازاة ذلك كشف الساحل الغربي في وقت سابق عن مفاقمة الغليان لصراع الأجنحة الحوثية ومراكز القوى التي تدير الأجهزة الأمنية والعسكرية وتتنازع المسؤوليات وتتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن تعمق الأزمات وتزايد واتساع الاحتجاجات حد الاتهامات بتدبير مؤامرات لتمرد وانقلاب.
 
وفي صعدة هناك تحرك غريب وقلق أيضا في المدينة التي تعد المعقل الأول للحوثيين حيث تداعت قيادات ومستويات حوثية لتنظيم اعتصام واحتجاج ضد الفساد والعصابة الحوثية المتحكمة والمتسلطة في صنعاء (..). الأمر الذي كان فسره للساحل الغربي في وقت سابق مصدر استخباراتي بلعب أدوار وتوزع مهام لإفراغ ما قد يكون غليانا شعبيا حقيقيا.

 

ذات صلة