تتحسب صعدة وصنعاء لنيران تخرج من عمران.. موقعة ريدة ليست مجرد "اقتتال جعفر وعياش"

  • عمران، الساحل الغربي، مبارك سمعان:
  • 12:43 2022/03/18

الاشتباكات - الحوثية. الحوثية - الأخيرة في ريدة نهاية الأسبوع في محافظة عمران تأتي على وقع حملة نهب ومصادرة منازل ومزارع وأملاك وتسلط الأنظار مجددا على الاحتقانات الطافحة في أوساط القبائل والأذرع الحوثية المتنازعة والمتناحرة بشكل دام في المحافظة الرازحة بقبائلها ومقاتلها المريرة والغادرة وحسابات الامتهان والهيمنة الوافدة بين صعدة وصنعاء.
 
لا تزال تتحسب المليشيات في صعدة وصنعاء لنيران تخرج من عمران تأكل كروش وعروش وقروش الحوثة يمنة ويسرة وترد الصاع ألفاً. أو على ما تقول نبوءة "بني صريم" : "بدايتها من عجمر ونهايتها من عجمر" !
 
الجبايات والفروض الجبائية الحوثية ليست جديدة على عمران ومديرياتها أو غيرها من المحافظات والمناطق، حيث تدفع القبائل والمناطق والقرى للسنة الثامنة فلذات أكبادها وجيلا شابا كاملا أزهقته محارق جبهات وحرب لم تتوقف عمليات التحشيد إليها وتغذيتها بالحطب الآدمي وما تزال. اللافت في المواجهات الأخيرة هو أن الاصطدام العنيف الذي كنا نترقبه وتتبعنا شواهده خلال الأشهر الماضية داخل المكون الحوثي نفسه قد حدث وعبر عن نفسه في ريدة بقوة وعنف إن كان قد فعل ذلك سابقا في خمر وغيرها بصوت خافت أو أخف حدة وشدة.
 
التذمر ومشاعر الغبن والغيض ما زالت تعتمل في صدور العمرانيين ووجاهاتهم المقموعة والمقهورة أمام رسائل الدم ووقائع التصفيات الحوثية البشعة التي حصدت عددا كبيرا أكثر من أي محافظة أخرى من مشايخ ووجهاء ورموز القبائل والبطون والأحلاف العمرانية وخصوصا أولئك الذين خدموا الحوثيين ومكنوا لهم وأفسحوا لهم الطرقات إلى كل عمران ومنها إلى صنعاء.
 
التمكين والتنفذ والتولية لقيادات المليشيات القادمين من صعدة في مختلف الإدارات والوظائف والمديريات وإزاحة المشيخ العمراني إلى هامش وتبعية محكومة بالقهر والترهيب والقمع راكم المشاهد وتتابعت حلقات المواجهة والاصطدام أكثر وأكبر ولن تتوقف عند هذا الحد الآن مهما أمل الحوثيون أو عمل أبو علي الحاكم جيئة وذهابا على لملمة الوقيد وترضية المشياخ العمرانيين بالهجر ورؤوس الماشية المرجوعة حتما.
 
الشرارة التي أشعلت مواجهات ريدة الأخيرة تمثلت في قيام مليشيات الحوثي بفرض جبايات جديدة على التجار وأصحاب المحلات، فرضت ضرائب ورسوم على الأرصفة وواجهات المحال في السوق والشارع الريدي الناشئ (..)؛ قوبلت بالرفض والمواجهة، لتندلع بفعلها اشتباكات بالاسلحة الشخصية صباحا في سوق مديرية ريدة، بين أصحاب المحلات والحوثيين بقيادة الحوثي الصعداوي المتنفذ والمتنمر أبوجعفر، المشرف الأمني بمديرية ريدة .
 
ولم تتأخر حملة معززة بعدد من الأطقم  دفع بها إلى المعمعة وداهمت سوق ريدة والشارع العام. الاستهجان والسخرية سرعان ما تحول إلى مواجهة بالرصاص والبنادق الشخصية. فر أبوجعفر وعناصره من ريدة متوعداً بحملة اكبر. وتداعى المواطنون وأصحاب المحلات لاجتماع في منزل الشيخ أحمد ناجي عياش أحد وجاهات ريدة وأذرع الحوثيين أيضا.
 
وتضاربت هنا الروايات، بين من يقول إن الحوثيين زجوا عياش في سجن قبل إطلاقه وبين قائل إن الرجل لم يعتقل وبقي في المنطقة يتصدر التجمعات التي تداعت لديه لتدارس الرد والخطوات التالية، وجاء أبو علي الحاكم من صنعاء لاحتواء الموقف وترضية أو قيل تهجير وتحكيم عياش وجماعته، حيث تخشى المليشيات من سريان النار في هشيم المشاعر المتيبسة واتساع الحرائق وانفجار غليان القبائل في هذا التوقيت.
 
أبو علي الحاكم يتولى ملف محافظة وقبائل عمران وتكررت زياراته وجولاته إلى المحافظة ومديرياتها وخصوصا ريدة وقبائل حاشد، وكانت آخر جولة قام بها في مطلع يناير الماضي خلال تحرير مديريات شبوة الثلاث وتوغل المعارك إلى حريب مأرب، حيث سعى إلى استنفار القبائل للتحشيد وتوفير مقاتلين للجبهات المشتعلة.
 
وفي زيارته الأخيرة اتهمت المليشيات الشاب الزبير المسمري بتنفيذ محاولة اغتيال الحاكم خلال مرور موكبه وسط مدينة خمر، حيث تصادف المرور بحادث إطلاق نار عرضي وجانبي تماما.

 

ذات صلة