أكبر حي سكني من نوعه تحول إلى حقل ألغام على الإطلاق سواءً في سائر الحديدة وتهامة والساحل الغربي، أو على مستوى البلاد واليمن، وعملياً الحي الملغوم يقع في قلب ونطاق المدينة الساحلية وعاصمة المحافظة إدارياً، كما أنه الأكثر دفعاً للضحايا المدنيين بانفجارات الألغام والعبوات المختلفة. 

 

شبكة ألغام جديدة هي قيد التفكيك والإبطال من قبل أبطال هندسية القوات المشتركة في حي المسنى امتداداً إلى منطقة ومحيط مطاحن البحر الأحمر شرق مدينة الحديدة، يعيد الكشف عن مساحة ملغومة في هذه المنطقة التذكير بمأساة حي بكامله حولته المليشيات الإيرانية إلى حقل ألغام كبير.

 

السيرة نفسها تعاود العمل مثلما تذكرك بسيرة نزيف إنساني لم يأخذ حقه من الاهتمام والتسليط والإشهار.. تتذكر دماء وأشلاء الطفلة خلود جلاجل.. وأعمامها وأقاربها التسعة من أسرة واحدة تعاقبت ألغام الحوثي على قتلهم وتشويه وإعاقة من بقي حياً..

 

توفيق جلاجل الذي فقد قدميه وحيداً بعدما نزح عنه أهله وتخلت عنه زوجته... نزح معظمهم قبلاً إلى المراوعة وغيرها وبقي توفيق وقلة عرضة لمصير ثقيل وخيارات محدودة وقاسية.

 

هنا.. المسنى.. الحي.. الحقل.. الحياة المحاصرة بالموت.. والموت الذي يتربص بالأحياء أو بالبقية الباقية من سكان نزح معظمهم ومات آخرون بالقصف والاستهداف أو بالمتفجرات الحوثية. 

 

المسنى.. المنسي إلا من رجال هندسية القوات المشتركة وطواقم إغاثة إنسانية المقاومة الوطنية التي تتعاهد الحي والسكان تباعاً بالإغاثات والأغذية والأدوية عبر إدارة الدريهمي، حيث يتبع المسنى بمديرية الحالي وحي منظر بمديرية الحوك في الوقت الحالي مركز الدريهمي إدارياً وخدمياً.

 

قال مصدر محلي في الحالي للساحل الغربي، إن البعثة الأممية وطواقم ومسؤولي الأمم المتحدة وبعثتها الإنسانية جميعهم تحاشوا المسنى ومعاناة أهله المنكوبين بالألغام والمتفجرات والقصف، مذكراً بأن لجان المراقبة في تلك المرة التي انتشرت لنصب نقاط الرقابة تحاشت تماماً الدخول أو المرور عبر المسنى المفخخ. ونوه بجهود الفرق الهندسية للقوات المشتركة وجهود الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية. "لا أحد يلتفت أو يتذكر أهالي المسنى غيرهم".

 

مؤخراً قاد انفجار لغم مميت بامرأة حامل في الشهر السابع وخسرت قدميها إلى اكتشاف شبكة ألغام محرمة دولياً تصل من منطقة المطاحن التي توالي الفرق الهندسية تطهيرها ومحيطها دون توقف إلى منطقة المسنى. تعمل الفرق الهندسية في الأثناء على استكمال تطهير المنطقة والمساحة المفخخة بهذه الشبكة الأخيرة المكتشفة. وتبقى مساحات شاسعة هي بالفعل ملغومة وخارج المأمونية للاستخدام. 

 

"تتقلص المساحة الآمنة أمام السكان البسطاء والمعزولين، الطفلات الصغيرات والنساء اللائي يجلبن مياه الشرب من مسافات بعيدة يعانين الأمرَّين ومهددات بالخطر وبالموت.. خسرنا هنا وبهذه الطرقات بالفعل عشرات الأطفال والنساء والرجال" يقول المسؤول المحلي في حديثه مع مراسل الساحل الغربي.

 

نتذكر المسنى ونعود هنا كما نستعيد بعضاً مما مررنا به وأوردناه.. الألغام والمتفجرات مختلفة الأشكال والأحجام والمموهات المميتة الغادرة.. تستمر في حصد الضحايا والأرواح ومراكمة المعوقين ومبتوري الأطراف وقلما تجد أسرة بدون ضحايا إلى حد أن أسرة واحدة وصل العدد فيها إلى تسعة آخرهم الطفلة خلود التي كانت قضت في مطلع العام بانفجار لغم وأصيبت شقيقتها.

 

لم تمر بالمسنى أو تزره بعثة الحديدة- الأممية، حتى عندما كانت تعمل على نصب نقاط المراقبة لم تصل إلى هذا الجزء من المدينة ولا الذي قبله، لعدم حصولها على إذن حوثي (...) يقدم خارطة الألغام ما يسمح بتأمين ممر. 

 

وقُتلت الطفلة خلود، فيما أصيبت شقيقتها بجروح، نتيجة انفجار لغم حوثي، مسجلة الضحية التاسعة في أسرتها جراء انفجار الألغام الحوثية، وتعد أسرتها صورة مصغرة للضحايا المنسيين في الحديدة جراء أدوات الموت الحوثي

 

    - «خلود» الضحية رقم 9 في أسرتها.. لغم حوثي يقتل طفلة ويصيب شقيقتها بالحديدة