مأرب/ عدن/ المخا، الساحل الغربي، مبارك سمعان وفهد ياسين
01:07 2021/10/06
كارثة إنسانية كبيرة تحذر منها السلطات المحلية بمأرب تجاه ما تتعرض له العبدية من حصار خانق ومميت، كاشفة وقائع ومعطيات صادمة، غداة الاستهداف الباليستي لأحياء سكنية بعاصمة المحافظة وارتفاع عدد الشهداء إلى أربعة وأكثر من ثلاثين مصابا جلهم نساء وأطفال، في وقت جدد رئيس الحكومة للمبعوث الأممي الذي وصل عدن الثلاثاء استحالة الحديث عن سلام مع مليشيات تكرس العدوان والتصعيد وتجاه السلوك الإيراني من وراء المتمردين الحوثيين. والثلاثاء دارت أعنف المعارك في جبهات مأرب الجنوبية.
توفي ثلاثة مدنيين، الثلاثاء 5 أكتوبر/ تشرين أول 2021، في مديرية العبدية بمحافظة مأرب، جراء الحصار الحوثي المطبق على المديرية منذ أكثر من شهر. وحذر مكتب حقوق الإنسان بمأرب، المجتمع الدولي من حدوث أكبر كارثة إنسانية وإبادة جماعية لكافة سكان العبدية النائية التي تفرض عليها المليشيا حصاراً خانقاً دون أي مبرر وأمام صمت دولي مريب.
كارثة إنسانية قيد الحدوث
وقال مكتب حقوق الإنسان، في تقرير، إن سكان المديرية البالغ عددهم 5300 أسرة تضم 35 ألف نسمة، لا يحصلون على إمدادات الغذاء والدواء والمياه، بسبب الحصار، مؤكدا أن المديرية لا يوجد بها أي معسكرات ولا مخزون غذائي ودوائي ولا مشاريع مياه ما دفع السكان للشرب من المياه الملوثة، وهذا ينذر بكارثة صحية.
وناشد التقرير المجتمع الدولي إلى سرعة إنقاذ حياة 2465 طفلا يعانون من سوء التغذية الوخيم الذي ينتشر في المديرية من أصل 9827 طفلا يعانون من سوء التغذية تمكن الفريق الراصد من توثيقهم، إلى جانب رصد 3415 امرأة بحاجة الى الرعاية الصحية والطبية.
وبحسب التقرير، ثمة 23 حالة مرضية مصابة بالفشل الكلوي و11 حالة مصابة بالسرطان وجميعها تحتاج إلى الإمدادات الدوائية والرعاية الطبية والغسيل الكلوي في مراكز طبية خارج المديرية، وهم مهددون اليوم بالموت الحتمي.
وكشف التقرير عن قيام مليشيا الحوثي بخطف واخفاء 3278 مدنيا من الطرقات أثناء محاولتهم الدخول أو الخروج للمديرية.
كما رصد 2523 حالة استهداف لقرى المدنيين في المديرية خلال الأيام الماضية بمختلف الأسلحة الثقيلة من صواريخ وقذائف مدفعية وغيرها.
وأسفر الاستهداف الحوثي للمديرية عن إصابة 135 مدنيا بينهم 31 امرأة و17 طفلا، وتضرر 18 مدرسة في المديرية ما أدى إلى توقف التعليم فيها وحرمان 8392 طالبا وطالبة من التعليم، وتدمير 442 سيارة ومركبة لمواطنين مدنيين ليس لهم أي علاقة بالجانب العسكري. وفقا للتقرير.
وأكد أن مليشيا الحوثي عملت على زراعة ونشر الألغام الفردية في أطراف المديرية ومداخلها وحقول المواطنين وآبار المياه حيث بلغ ما تم رصده 4289 لغماً، مشيراً إلى توثيق إصابة 262 مدنيا بالألغام المزروعة بينهم 32 امرأة، و26 طفلا.
طريق السلام مسدود
دارت الثلاثاء أعنف المعارك أعنف المعارك، وتكبدت مليشيات الحوثي خسائر فادحة في العتاد والأرواح في كسر وإحباط الجيش والمقاومة هجوما كبيرا على جبهتي علفا وملعا جنوب مارب ، وتستمر المعارك على أشدها، وتحدثت الإفادات عن يوم أسود على مليشيا الحوثي جنوب مارب .
في اتجاه ذي صلة قال رئيس الوزراء معين عبدالملك لدى استقباله هانس غروندبيرغ المبعوث الأممي الذي وصل عدن ظهر الثلاثاء، إن مليشيا الحوثي غير جادة في السلام، ومستمرة في التصعيد العسكري واستهداف المدنيين والنازحين.
قال عبد الملك للمبعوث الأممي، إن طريق السلام في اليمن واضح من خلال تطبيق مرجعيات الحل السياسي الثلاث.
"لن يتحقق السلام في اليمن طالما وإيران مصرة على سلوكها العدواني والابتزازي ضد العالم عبر أدواتها التخريبية ممثلة في مليشيا الحوثي، التي تستخدمها لخدمة مشروعها الخطير الذي يستهدف أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية والملاحة الدولية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب".
وأشار إلى المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في مارب باستهداف حي سكني بثلاثة صواريخ باليستية، وما نجم عنها من قتل وإصابة عشرات المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال.
رئيس الوزراء ابدى "تطلعه من المبعوث الأممي إلى إيجاد مقاربة مختلفة للتعاطي مع الشروط الموضوعية الواجب توافرها لتحقيق السلام، وفق خطة شاملة تعالج جوهر الصراع، وتحديد الطرف المعرقل بوضوح ودون مواربة".