طارق في مهمة صناعة الفارق: استعادة الزمام مبادرة ومعركة شمالا

  • المخا، الساحل الغربي، أمين الوائلي:
  • 09:46 2022/07/12

الذي حدث في أضحى الساحل وتعز يشكل علامة حقيقية وفارقة في خارطة مرحلة وعنوانا لها، وله ما بعده.

من وقت مبكر، تحديدا منذ نشطت لقاءات الرياض (التصالحية) غداة الإعلان عن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، استشعرت المليشيات خطورة مرحلة جديدة بحسابات جديدة، وباشرت تحركات عسكرية وتعزيزات إلى جبهات رئيسية على خطوط تماس معركة تستشرفها -شمالا - ، وبصورة خاصة جبهات تعز ومأرب. وبالرغم عن الهدنة والتزاماتها. التشدد المتطرف تجاه طرقات ومعابر تعز هو الآخر لا يمكن فصله عن هذا السياق والاعتبارات الطارئة نفسها.

في الجانب الآخر مضت عجلة متغيرات تباعا منذ ذلك الوقت؛ سياسيا واقتصاديا -وحتى عسكريا بمعنى وبآخر - لجهة انتظام واستقرار نسبي واعد تراكمه صيغة القيادة الجماعية الجديدة على رأس السلطة الشرعية ومباشرة برنامج أولويات متزامنة.

سياسيا وعسكريا، وكما تحسب وتتحسب المليشيات، أعطت التحركات النشطة على جانبي وجبهتي الساحل وتعز خلال الأشهر الثلاثة الماضية تصورا بإزاء مرحلة مختلفة بحسابات وقيم مختلفة فعليا، لمصلحة تجسير المسافات وتجاوز حساسيات وخلافات الأمس (الموهومة أو المزعومة) حدا فاجأ المتشائمين المحبِّطين وتجاوز توقعات المتفائلين أو عززها. ولدينا حتى الآن صورة مركزة حول طبيعة وقيمة المتغيرات التي طرأت والتغيير الذي تستتبعه بالضرورة.
 
وبالضرورة نفسها، وتزامنا تضاعف سعار المليشيات وتحركاتها التحشيدية والتصعيدية تجاه تعز وجبهاتها، وبالتوازي مع تحركات مشابهة تجاه جبهات مأرب، بإيقاع متناسب مع التحركات المنتظمة في الجهة المقابلة. كانت اليوميات التي امتلأت بالمستجدات والمعطيات الإيجابية في جانب ومعسكر الشرعية وجبهات التماس الرئيسية التي تموضع وترسم حدود المعركة شمالا تعزز أو تؤكد تخوفات المليشيات وقراءاتها المبكرة لما حدث من تغيرات ولما يستحدثه من واقع جديد باحتمالات مفتوحة ولكنها حتما تقطع مع السابق وتستهل جديدا.
 
الذي حدث في أضحى الساحل وتربة تعز المبارك يشكل علامة حقيقية وفارقة في خارطة مرحلة وعنوانا لها، وله ما بعده. الجديد الذي راح ينتسج بأكثر من معنى ومسار لن يتوقف عند هذا الحد. قال العميد طارق مؤشرا جهة صلاة عيد في جامع التربة الكبير إن مرحلة تجاوز خلافات الماضي قد تحركت. وقال "لا عودة عن هذا الطريق". التحام الساحل بتعز يحقق نبوءة شاهقة كانت بمثابة حلم أو مستحيل. بينما كان غالب ما يتكهنه كثر يؤسس لصدام. فكم أو كيف يُحتسب الفارق بين الالتحام والصدام؟
لا يمكن تجاوز التحولات بهذه القيمة ولا إغفال المكاسب التي تعنيها ولا المرحلة التي تعنون لها.
 
الذين يبخلون ويتكتمون في قراءة ومقاربة التطورات والتغيرات الكبيرة والمعبرة لا يسعهم في قرارة وعيهم إلا الإقرار بجدارة وجسارة وأهمية ما ينكتب ويصير هنا والآن يوما بيوم.
 
على الأقل، نظرة في عناوين يوميات أمس قريب، لبدت أجواء وتفاصيل العلاقة المسممة -(والمخدومة لهذا الغرض ولاستمراريتها هكذا بفعل فاعلين)- فيما بين الساحل وتعز أو طارق والمحور أو المقاومة والجيش، سوف تلخص كثيرا وتوجز واسعا بسعة الفارق الكبير بين اللحظتين ومعطيات ما كان وما هو كائن أو يكون للتو؛ بقوة وقيمة التحام جبهتين جبهة واحدة. وتكامل قوتين، مقاومة وطنية وجيش وطني، قوة وطنية لا أقل.
 
وذا كان هذا ما توخته وتوجست من احتمالات حدوثة المليشيات ومن وقت مبكر، وتواكبه تحركاتها المسعورة، فإن المناهضين للذراع الإيرانية والمحتشدين في خندق وجبهة الجمهورية لاستعادة اليمن ودولته وتخليص اليمنيين من شرور العصابة السلالية؛ أجدر وأولى بهم أن ينصفوا أنفسهم وصفهم. وأن يحتشدوا ويحشدوا الهمم والعزائم، تأييدا ومؤازرة واستبشارا بمكاسب حقيقية تراكمها قيادة قادرة على القفز فوق كل الحسابات والحساسيات لإحداث الفارق والانتصاف لآمال وتطلعات ومعاناة ومراراة اليمنيين والقطع مع سيرة الهوان والخذلان.

ذات صلة