"القائد" الذي خرج وحيدا من معركة صنعاء ليملأ الساحل.. "المقاومة الوطنية" بدأت في ديسمبر
- الساحل الغربي، أمين الوائلي:
- 11:36 2021/04/19
لا تنفصل المقاومة الوطنية تزميناً عن معركة ديسمبر 2017، وترتد إلى تلك البدايات، وعلى إثرها وإرثها انتسجت ألوية ومحاربين وجبهات بخيوط واحدة من أهم وأكبر الأحداث والتحولات المرتبطة بمعركة استعادة اليمن ومواجهة الانقلاب الحوثي.
انطلقت المقاومة في أبريل وهي بدأت للتو التشكل في مطلع العام نفسه 2018، بعد أسابيع فقط من معركة صنعاء.
بقية الرجال المحاربين الذين خاضوا المستحيل قتالاً وحرباً في مساحات ضيقة من شوارع صنعاء كانوا حاضرين من فورهم لاستئناف القتال على خط وخطى معركة ديسمبر التي وجدت لها جذوة وجبهة تلتهب سريعاً في الساحل الغربي.
الفاعل الرئيس هنا كان "القائد"، الأمر متعلق بإرادة شخص واحد خرج برأسه من معركة مشهودة ليذهب إلى معركة أخرى مديدة متطلعاً نحو المستحيل ذاته لاستخلاص الممكن قوة وألوية ومقاومة ورجالاً راحت أقدامهم تملأ الساحل تباعاً.
لولا أن طارق صالح حارب بثلة من الرجال والقلة الخالصة التي ناجزت العدو وأوفت العهد وسطرت الملاحم والبطولات الفردية الفارقة في وجه قوة وكثرة غاشمة، فكانت المعركة الواحدة والوحيدة (ديسمبر 2017) التي انتصفت لصنعاء الجمهورية؛ أن يقال إن الجمهورية لم تسطر في قلب صنعاء مواجهة مع الإماميين الجدد الذين اكتسحوا دولة ومؤسسات بعتادها وعديدها.
إلى هذه اللحظات تحديداً ترتد أوليات المقاومة الوطنية ومنها بزغت وسالت ألوية وكتائب ومعارك وشهداء وجرحى وشراكة تحرير ومصير على أرض الساحل الغربي رفقة رفقاء العمالقة والتهامية جنباً إلى جنب في بوتقة القوات المشتركة وتأدت إلى حامل سياسي قبل انقضاء العام الثالث.
خرج طارق صالح من صنعاء متخفياً ليملأ الساحل بالطوارق. لولا أنه اختار مواصلة المعركة رافضاً الإقرار بأنها انتهت لما كنا اليوم وهنا عشية العام الرابع نحيي ذكرى انطلاق المقاومة واستئناف المعركة في الساحل وجنوب الحديدة وغرب تعز بالآصرة نفسها مع صنعاء وديسمبر.
القائد هو من يصنع الفارق ويجترح المسارات ويختط المصائر.
ومن العسكري إلى السياسي ينقل طارق صالح خطواته بثقة وثبات.
المقاومة والنضال والقتال والتحرير والريادة، قيادة. وكل شيء يأتي بعدها.